الإصلاح في أحضان المخابرات التركية والإيرانية
رأي المشهد العربي
خلال الأيام الماضية لم تنقطع التسريبات حول انعقاد اجتماعات عدة بين ممثلين عن حزب الإصلاح وبين المخابرات التركية في حضور ضابط رفيع بالحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يبرهن على أن المليشيات الإخوانية لم تكتفي فقط بالتعاون غير المباشر مع إيران والذي كان يتم عبر قطر وانتقل إلى مرحلة التعاون المباشر برعاية تركية.
وجد الإصلاح إن تعاونه المباشر مع إيران يحقق له مكاسب عدة على رأسها تقديم نفسه باعتباره خادم للإملاءات الإيرانية، وذلك يحقق بالنسبة إليه مكاسب مالية عديدة، ومن الناحية الأخرى فهو يوجه رسائل مباشرة لدول التحالف العربي التي كشفت مؤامراته مؤخرا، وتنفيذا للتعليمات القطرية التي تسعى لأن يكون الإصلاح خنجرا في ظهر التحالف بشكل عام وضد دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص.
تداخل حزب الإصلاح في الحسابات الإيرانية التركية له أكثر من دلالة أيضًا، إذ أن ذلك يبرهن على أن تركيا قد تكون أحد الأطراف المخربة داخل اليمن بشكل أكبر وستتحول علاقة غير المباشرة بجرائم مليشيا الإصلاح إلى علاقة مباشرة وذلك ضمن مخططها الأكبر لإفشال دول التحالف العربي وإنقاذ جماعات الإسلام السياسي التي لفظتها شعوب المنطقة.
وبرأي العديد من السياسيين فإن خيانة الإصلاح ستؤدي إلى تأزم الأوضاع في اليمن، إذ أنه يبحث عن ممول رئيسي إليه بعد أن أغلق التحالف العربي جزءا كبيراَ من صنبور التمويل بفعل استغلاله في غير محله، ولكن سعيه الدائم عن مصالحه سيؤدي إلى وجود تكتلات مقابلة للتحالف العربي الذي نجح في وقت تمدد المليشيات الإيرانية باليمن، وظل الانقلاب على الشرعية من دون أرضية راسخة تضمن له الاستمرار.
يسعى الإصلاح للقفز من سفينة التحالف العربي وهو ضامن لأكبر قدر من المكاسب، بعد أن انكشفت علاقته المباشرة مع المليشيات الحوثية وتسبب فساده بالشرعية إلى موجه من الغضب الشعبي العارم ضده، وبالتالي فإن تلك الاجتماعات قد يكون هدفها تأمين مستقبله السياسي، وأن يكون لاعب رئيسي في شكل الدولة القادمة بعد أن حرق جميع أوراق الفشل داخل الشرعية.
ما هو مطلوب من التحالف العربي في الوقت الحالي سرعة تطهير الشرعية من العناصر التي أضحت في أحضان تركيا وإيران، لأن استمرار وجودها يهدد أمن البلاد بل أن السير قدماً في تلك الأوضاع سيؤدي إلى قلائل أمنية عدة بالجنوب والذي يعد الهدف الأول لإيران وتركيا، بجانب محاولات إفشال الأوضاع داخل المحافظات المحررة.
وقالت مصادر مطلعة أن تلك الاجتماعات جاءت في إطار خارطة طريق التعاون الاستراتيجي بين تركيا وإيران، والتي تم إقرارها أواخر يونيو الماضي خلال زيارة وزير الخارجية التركي المدعو مولود تشاووش أوغلو، إلى محافظة أصفهان الإيرانية.
وأضافت المصادر ذاتها، أن تلك الاجتماعات، امتداد للقاءات سابقة سرية جمعت حزب الإصلاح والميليشيات الحوثية بهدف تنسيق الجهود لاستهداف التحالف العربي برعاية قطرية إيرانية وتحديداً دولة الإمارات التي يعتبرها حزب الإصلاح وكذلك تركيا وقطر عدواً لمخططاتهم في المنطقة .