التصعيد الحوثي المُسيَّر.. الرسالة غير المقروءة والعين الحمراء التي لم تظهر بعد

الأربعاء 17 يوليو 2019 23:01:52
testus -US

"بالسلاح يمكنك الجلوس على كرسي الحكم، لكن لا يمكنك البقاء طويلاً".. لم تدق هذه المقولة التاريخية للسياسي السوفيتي الشهير بوريس يلتسين مسامع الحوثيين، إذ تظل المليشيات الانقلابية رافعةً أسلحة إرهابها، لتغتال المدنيين وتروِّع الآمنين.

خلال الساعات القليلة الماضية، وجّهت مليشيا الحوثي رسالةً لم تكن في حاجة إلى تأكيدها، كاشفةً عن وجهٍ إرهابي لم يكن هو الآخر في حاجة لما يكشفه، إذ أعلن التحالف العربي على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي أنّ قوات التحالف تمكنت صباح اليوم الأربعاء، من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الحوثية من صنعاء باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بمدينة جازان.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن العقيد المالكي قوله إنّه في الوقت الذي يتواجد فيه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث في صنعاء، تستمر محاولات المليشيات الحوثية في استهداف البنى التحتية المدنية والمدنيين، ما يكشف بجلاء النزعة الإجرامية لهذه الميليشيات وتماديها باستخدام الأساليب الإرهابية، وكذلك استمرار تهديدها للأمن الإقليمي والدولي.

المحاولة الحوثية التي أُطلقت اليوم، جاءت بعد ساعات من تمكُّن قوات التحالف من اعتراض وإسقاط ثلاث طائرات بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها المليشيات الإرهابية من محافظة عمران باتجاه الأعيان المدنية بمدينة جازان وأبها.

محاولات الاستهداف الحوثية تزامنت مع زيارة جريفيث إلى صنعاء، وما قيل عن محاولات لإحياء اتفاق السويد المنهار، إلا أنّ ما جرى يؤكّد القناعات السابقة بأنّ المليشيات لن تسير في هذا المسار مطلقاً.

الرسالة التي حاولت المليشيات إيصالها تفيد بأنّها عازمةٌ على التصعيد العسكري، وهو مسارٌ يتوجّب أن يستتبعه تغييراً في تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة القائمة، والعمل على إلزام الانقلابيين بالتوقُّف عن هذه الخطوات التصعيدية.

في الوقت نفسه، فإنّ التحالف العربي مطالبٌ هو الآخر بتغيير استراتيجيته على نحو عاجلٍ بما يُحقِّق حسماً عسكرياً في مواجهة الحوثيين، وتضييق الخناق على المليشيات وقطع سبل الإمداد عنهم.