ضعف قوات الجيش يحول الشرعية إلى عبء ثقيل على التحالف العربي

الأحد 21 يوليو 2019 20:16:32
testus -US

كشفت توالي إطلاق الصواريخ الحوثية على المملكة العربية السعودية من دون أي مضايقات من قبل قوات الجيش عن مدى الضعف والفساد الذي أصاب تلك القوات التي تسيطر عليها حزب الإصلاح، الأمر الذي ينعكس بشكل عام على الشرعية التي أصبحت عبئاً على التحالف العربي.

وأصبح على التحالف العربي أن يقود بمفرده مهام القضاء على مواقع الحوثيين وصد الطائرات المسيرة والتعامل مع تحركات المليشيات الحوثية بالمحافظات اليمنية الشمالية، من دون أن يكون للشرعية دورا مساندا في تلك المهام، في مقابل استطاعت المليشيات الحوثية أن تنسق مع عدد كبير من القيادات العسكريين الفاسدين لتسهيل عملياتهم التوسعية.

ويرى مراقبون أن بقاء الشرعية على هذا الوضع يساعد المليشيات الحوثية على الاستمرار في إطلاق الطائرات المسيرة من دون أي مضايقات، وأن الأمر بحاجة إلى التخلص من القيادات الفاسدة وعلى رأسها علي محسن الأحمر نائب الرئيس عبدربه هادي منصور ووزير الدفاع محمد علي المقدشي، وأن أي تغيرات على الهياكل الصغيرة من دون أن تطال الرؤس العليا سيفشل محاولات إخراج قوات الجيش من هذا المستنقع.

وكشفت دراسة حديثة لمركز أبعاد للدراسات والبحوث عن الأسباب المتعلقة بتأخر القوات الحكومية في حسم الحرب ضد الحوثيين في اليمن، ولفتت إلى أن الفساد وغياب غرف القيادة والسيطرة للعمليات العسكرية في البلاد كما أن انعدام الذخائر وقِلتها والتمايز في التسليح وراء تأخر حسم المعارك.

وقالت الدراسة إن قوات الجيش البالغ عددها أكثر من 200 ألف فرد تقاتل فقط بنصف فعاليتها الحقيقية، مشيراً إلى أن 20 بالمائة من الجنود لا يقاتلون في الجبهات، كما أنَّ 15 بالمائة من الجنود من الجرحى والقتلى. ويتسبب انعدام أدوات السلامة مثل الخوذات ومضاد الرصاص وكاسحات الألغام السبب الرئيس في هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى.

ومن جانبه أكد المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، أن الشرعية فقدت بقائها عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وأصبحت عبئاً على التحالف العربي، موضحاً أن التحالف يسعى ليخرج من العجز الذي تعيشه الشرعية.

وقال "لقور" "فقدت الشرعية شروط بقائها سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً (فساد، نهب أموال، و تعطيل خدمات عامة) وأضاف: "لم تعد عمليات الترقيع التي تمارسها تجدي نفعاً، التحالف وقع في حيص بيص الشرعية وأصبحت حملاً ثقيلاً عليه ويسعى لإيجاد مخرج من هذا العجز الذي تعيشه الشرعية، الذهاب إلى معالجة أس الصراع هو المخرج".

ومن جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ كافة الإجراءات الصارمة لشل وتحييد كافة القدرات العدائية للمليشيا ضمن القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

وقال المالكي إن التحالف سيتخذ تلك الخطوات في ظل استمرار عبث المليشيات الحوثية ومحاولاتها الإرهابية الفاشلة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين.

وكان قد أعلن التحالف العربي، أمس السبت، عن إسقاط طائرة مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي باتجاه أبها، وأوضح التحالف أن القوات تمكنت من إسقاط الطائرة التي أطلقتها المليشيات الحوثية من محافظة عمران باتجاه الأعيان المدنية والمدنيين بمدينة أبها.

وأصدر الرئيس عبدربه منصور هادي، مساء الخميس، قرارا بتعيين بن عزيز، قائدا للعمليات المشتركة، والعميد محسن محمد الداعري مساعدا له بالتزامن مع تصاعد المواجهات العسكرية بين قوات المقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية جنوب وشرق الحديدة.

وجاء تعيين قيادة العمليات المشتركة في قوات الجيش بعد أيام قليلة فقط من الإعلان عن تشكيل قيادة وغرفة عمليات مشتركة للمقاومة اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، تحت إشراف التحالف العربي، ويرى عسكريون إن استحداث قيادة للعمليات المشتركة على صلة مباشرة بملف الحديدة وتزايد المؤشرات على إمكانية استئناف خيار الحسم العسكري في الحديدة.