مؤامرات مسقط: التحالف الإيراني القطري يفتح جبهة جديدة لدعم المليشيات الحوثية
كشف التحالف العربي عن خيوط التعاون بين إيران وقطر لدعم المليشيات الحوثية في اليمن، ما دفع الطرفين للبحث عن جبهة جديدة ينفذان منها إلى العناصر الانقلابية التي تعاني أزمات مالية منذ إقرار العقوبات الاقتصادية على طهران، فكان الارتكان هذه المرة إلى سلطنة عمان بفعل التقارب بين مسقط والحوثيين.
بحسب مصادر ميدانية فإن هناك تحركات مشبوهة تقوم بها عناصر لخلية مسقط التي يشرف عليها ضباط استخبارات عمانيون وقطريون بهدف رفع منسوب التوتّر الأمني في محافظة المهرة على الحدود اليمنية العمانية ودفع الأوضاع باتجاه الصدام بين المسلحين المدعومين من مسقط والدوحة والسلطة المحلية في المحافظة التي تتلقى دعما من التحالف العربي لتثبيت الأوضاع الأمنية ومنع تهريب الأسلحة للميليشيات الحوثية.
وشهدت محافظة المهرة أقصى شرق اليمن تدفقا متزايدا في الآونة الأخيرة لعناصر من خارج المحافظة عمل على استقدامها القيادي الإخواني المقيم في مسقط حمود المخلافي وعدد من الموالين لعمان، حيث تشارك هذه العناصر في المظاهرات التي يقودها علي سالم الحريزي الذي يتزعم الاحتجاجات المناوئة للتحالف العربي في المهرة.
وتشير تقارير أمريكية، إلى أن إيران وظفت علاقتها الجيدة مع سلطنة عمان في زيادة كميات الأسلحة المهربة إلى الحوثيين، وأن البعض من هذه الأسلحة قد يكون استخدم في مهاجمة سفن في البحر الأحمر والبحر العربي.
واعترف مسؤولون أمريكيون أن إيران صعدت عمليات نقل السلاح للحوثيين، وأن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق سلطنة عمان بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بينها وبين اليمن.
لكن المسؤولون الأميركيون لم يتهموا عمان بالمشاركة في نقل الأسلحة، لافتين إلى أن السلطات العمانية تغض الطرف عن عمليات التسلل والتهريب.
ولم يستبعد المسؤولون حصول الحوثي على صواريخ متطورة عبر عمليات التهريب التي تضاعفت في الآونة الأخيرة، قد تكون من بينها الصواريخ التي تم من خلالها استهداف المدمرة الأميركية بالقرب من مضيق باب المندب في 2016، إضافة إلى صواريخ سام المضادة للطائرات التي عثر عليها الجيش الوطني في منطقة البقع بمحافظة صعدة.
وسبق ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين وغربيين يتهمون سلطنة عمان بتحول أراضيها إلى معبر للسلاح الإيراني باتجاه اليمن، إضافة إلى ممارسة دور وسيط مع الحوثيين أمام الحكومة الشرعية في المشاورات، قبل أن تتحول إلى ضاحية جديدة لاستراحة قيادات الحوثيين ومحطة ترانزيت بين صنعاء، وطهران.
وخلال الأسبوع الماضي، كشف الاعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر عن أن الدفعة التي أوقفها الحزام الأمني بمحافظة لحج والمكونة من 89 جنديا وضابطا شمالياً، ما هي إلا جزء من دفعات تتدفق منذ أشهر بالآلاف جماعات وفرادى من مأرب ونهم إلى عدن وتصل إلى معسكرات هناك.
وأشار بن لغبر إلى أنه يتم تسليحهم هناك ومعظم هؤلاء يأتي عبر مناطق الحوثي متهما جهات جنوبية تديرها خلية مسقط مع الحوثيين لتنفيذ مخطط يتم العمل عليه منذ عامين بتمويل وتنسيق قطري أيضاً.
وبالتوازي مع العمل الإجرامي لخلية مسقط هناك عمل إعلامي يتولاه ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي اشتهروا بمعاداتهم للتحالف العربي والإساءة له، يقيمون في الولايات المتحدة ومدن أوروبية وتركيا وقطر، إضافة إلى إعلاميين عاملين في الحكومة الشرعية ممن تخصصوا بمهاجمة دولة الإمارات فقط وانتقل بعضهم للعيش مؤخرا في مسقط فيما لا يزال البعض الآخر يقيم في الرياض، ويقوم بزيارات سرية لسلطنة عمان.
شهد نشاط هذه الخلية تطورا لافتا بعد انضمام إعلاميين وسياسيين محسوبين على الشرعية اليمنية إليها وانتقال بعضهم للعيش في مسقط، في محاولة لتحاشي الحساسية السعودية من الارتباط المباشر بالدوحة التي باتت تدرك كما يبدو أهمية استخدام أدواتها داخل الشرعية مع الحفاظ على مصالحهم وإظهارهم كأصوات تمثل الحكومة اليمنية فقط.
وأشارت المصادر إلى أن عمل “خلية مسقط الإعلامية” يتمحور حول تشويه دور التحالف العربي وشيطنة وجوده خصوصا في سقطرى والمهرة، من خلال الحديث عن وجود مطامح إماراتية في سقطرى وسعودية في المهرة وإطلاق حملات إعلامية متتالية في هذا السياق.
وبينما ينخرط كل المنتمين إلى هذا النشاط بمن فيهم الإعلاميون المحسوبون على الشرعية في الهجوم على الإمارات، يكتفي البعض منهم بإثارة اللغط حول وجود القوات السعودية في المهرة في مسعى لتقاسم الأدوار وتوزيع المهام والاختصاصات.
وإضافة إلى حملات سقطرى والمهرة التي تقف خلفها الخلية، والتي يحضر أعمالها ممثلون عن مسقط والدوحة، يتم التركيز وفقا للمصادر على إظهار وجود صراع خفي بين أطراف التحالف العربي وتحديدا السعودية والإمارات، حيث يتعمّد بعض أعضاء الخلية المنتمين إلى الشرعية الإساءة للإمارات من داخل السعودية، فيما يعمل فريق آخر على محاولة تصوير ذلك بأنه يتم بموافقة الرياض وبضوء أخضر منها.