صاعقةٌ على وجه الإصلاح.. تكتيك إماراتي أجهض مؤامرات أهل الشر

الأربعاء 24 يوليو 2019 00:06:52
testus -US

"فقط لتوضيح الأمر، الإمارات وبقية التحالف لا تغادر اليمن".. جملة مقتضبة نزلت كالصاعقة، وجَّهتها دولة الإمارات العربية المتحدة على حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، رداً على الأكاذيب التي يطلقتها حول وجودها في اليمن والدور الذي تؤديه لا سيّما في المرحلة المقبلة في صفوف التحالف العربي.

هذا التصريح الحاسم الجازم، أدلى به وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قال فيه: "سنعمل بشكل مختلف وحضورنا العسكري باقٍ وبما يتوافق مع القانون الدولي.. سنواصل تقديم المشورة ومساعدة القوات اليمنية المحلية".

وأضاف: "بينما تقوم الإمارات العربية المتحدة بتخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، فإننا نقوم بذلك بنفس الطريقة التي بدأنا بها بأعين مفتوحة.. لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل.. الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية".

تصريحات قرقاش جاءت واضحةً وصريحة لتمنع أي نوع من التشكيك وتدحض أي مجال لافتراءات يروِّجها "الإصلاح" تحديداً، حيث أكّدت أبو ظبي أنّ عملية إعادة نشر قواتها هي خطوة جاءت لأسباب استراتيجية وتكتيكية وتؤكّد مواصلة دورها الذي قامت به منذ قرارها الانخراط مع التحالف في مواجهة الحوثيين.

وتؤدي الإمارات دوراً مهماً في اليمن على الصعيدين العسكري والإنساني، حيث تشكل القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي رقماً صعباً في مواجهة وتحجيم المشروع الإيراني الإرهابي.

القرار الإماراتي بإعادة الانتشار العسكري في اليمن مثَّل تكتيكاً استراتيجياً ساهم في تعرية جانبي الأزمة المستعصية، وهما مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية.

فعلى جانب، أدَّت هذه الخطوة إلى تعرية "الإصلاح" الذي دأب على كيل الأكاذيب وترويج الادعاءات والعمل على قلب الأمور والإصرار على اعتبار الأمر انسحاباً إماراتياً ليس فقط من اليمن بل أيضاً من التحالف العربي، فحاول الحزب الإيقاع بين الرياض وأبو ظبي في هذا الإطار.

وعلى الرغم من توضيح الإمارات على أكثر من صعيد حول طبيعة هذه الخطوة إلا أنّ الإخوان أصرّ على تحويل الأمر لخدمة المليشيات الحوثية لتعضيد علاقات التقارب فيما بينهما، لخدمة أجنداتهما المتطرفة.

استهداف "الإصلاح" للتحالف العربي لم يعد خافياً على أحد، فالحزب صعَّد في الفترة الأخيرة من الهجوم على التحالف، ضمن مخطط أعدّته قطر وتركيا وإيران، يُستخدم فيها حزب جماعة الإخوان الإرهابية كدُمية يُحقِّق مصالح هذا المعسكر الشرير.

ويمكن القول إنّ بقاء حزب "الإصلاح" مرتبطٌ إلى حد بعيد باستمرار الدعم الذي يتلقّاه من هذا المحور الشرير، سواء على المستوى المالي أو على الصعيد اللوجستي.

على الجانب الآخر، فإنّ القرار الإماراتي ساهم كذلك في تعرية المليشيات الحوثية وداعميها أمام المجتمع الدولي.

ويُنظر إلى قرار الإمارات بإعادة الانتشار في محافظتي الحديدة ومأرب بأنّه تكتيك استراتيجي وعسكري داعم لعملية السلام واستقرار الأوضاع التي رسمها اتفاق استوكهولم؛ بهدف الوصول إلى حل سلمي, لا سيّما أنّ التحالف بقيادة السعودية والإمارات حقَّق إنجازات كبيرة في اليمن خلال السنوات الأربع الماضية، على رأسها تحجيم مليشيا الحوثي، ودفعها للتفاوض، وسلك المسار السياسي للوصول إلى حل سلمي، بدءاً بالموافقة على وقف إطلاق النار في مأرب والحديدة وسحب القوات، وإزالة جميع المظاهر العسكرية في هذه المناطق.

وبحسب خبراء سياسيين وعسكريين، تحدّثوا لصحيفة البيان في هذا الصدد، فإنَّ هذه الخطوة الإماراتية عرّت الحوثيين وداعميهم أمام المجتمع الدولي، ولجنة الأمم المتحدة الموجودة في الحديدة حالياً، لحضور الاجتماعات الثنائية بينهم والحكومة لاستئناف المسار السياسي للسلام، وإيجاد آلية فعالة لوقف إطلاق النار.

وأكّدت هذه الخطوة حسن نية قوات التحالف من جانب، كما كشفت الغطاء عن المليشيات بالتراجع خطوة للخلف والانتشار على جبهات أخرى لكشف نوايا العدو من خلال تحركاته.