كوليرا الحوثي التي تنهش في العظام.. داءٌ قاتلٌ تداويه الإمارات
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، جهودها الإنسانية في اليمن، لمكافحة المأساة المروِّعة التي يعاني منها ملايين المدنيين، جرَّاء الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية في صيف 2014.
الإمارات دشَّنت عبر ذراعها الإنسانية (هيئة الهلال الأحمر) حملة علاج ومكافحة وباء الكوليرا والوقاية منه، في مديرية موزع بالساحل الغربي.
وسائل إعلام إماراتية قالت إنَّ الحملة شملت في يومها الأول تزويد المركز الصحي بعزلة الهاملي في مديرية موزع، بكمية من الأدوية والسوائل الوريدية والمضادات حيوية، وغيرها من المستلزمات الطبية اللازمة، كما بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الحملة اليوم الأربعاء عن طريق الفرق التوعوية لتثقيف الأهالي في مناطق مديرية موزع، بخطر هذا الوباء وطرق انتقاله، وكيفية الوقاية منه.
وصرّح مدير عام مديرية موزع عبد الكريم أحمد حبيدر بأنَّ المساعدات العلاجية العاجلة التي وصلت إلى المركز الصحي بعزلة الهاملي، تجسد العطاء الإنساني السخي لدولة الإمارات، لافتاً إلى أنَّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي سارعت بإرسال الأدوية والطواقم الطبية لمعالجة الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا، وإنقاذ المواطنين من خطر هذا الوباء القاتل.
وأعرب حبيدر عن شكره وامتنانه لقيادة وشعب الإمارات على الدعم المتواصل لأبناء مديرية موزع ومختلف أبناء الساحل الغربي، عبر تنفيذ جملة من المشروعات الإغاثية والخدمية، ومنها مشروعات تأهيل وترميم عدد من المدارس والمراكز الصحية في موزع، وتدشين حملة مكافحة وباء الكوليرا.
كما أشاد مدير مركز جسر الهاملي الطبي الدكتور فتيني راجح سالم ساهرة، بسرعة تلبية الهلال الأحمر الإماراتي، للنداء العاجل الذي وجهه إليه بشأن انتشار وباء الكوليرا، الذي أسهم في معالجة 60 حالة أغلبها من الأطفال.
وأضاف أنّ الهلال وضع حداً لهذا الخطر الوبائي الذي اجتاح مناطق الجسر، والوحز، والهاملي، والمقيصر بمديرية موزع، حيث تم توفير العلاجات والمستلزمات الطبية اللازمة، وإطلاق حملة توعية تتبعها حملة وقاية للقضاء على هذا الوباء بشكل كامل.
تكثيف الإمارات لجهودها في مواجهة هذا المرض القاتل تزامنت مع إجراءات حوثية هدفت إلى توسعة انتشاره، بغية تعميق معاناة المدنيين وإطالة أمد الحرب لأقصى حد ممكن.
وقبل أيام، رفضت المليشيات استقبال كميات كبيرة من اللقاحات والجرعات الخاصة بمكافحة مرض الكوليرا، الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين.
ورفض الانقلابيون تنفيذ حملات تحصين ومكافحة لمرض الكوليرا، وشرعوا في إتلاف كميات ضخمة من الجرعات واللقاحات التي كانت ستحمي أطفال اليمن ومواطنيه، بحجة أنها "فاسدة" وغير صالحة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في التاسع من يوليو الجاري، من عودة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، مشيرة إلى تسجيل 705 حالات وفاة يشتبه بأن سببها الكوليرا هذا العام، مقابل 75 حالة وفاة في نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضحت أنّ عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن تجاوز حتى الآن 460 ألف حالة، ما يمثل ارتفاعاً ملحوظاً عما تم تسجيله العام الماضي، والبالغ نحو 380 ألف حالة تقريباً.