الإرهاب متعدِّد الأذرع.. كيف يُسدد الحوثي فاتورة دعم إيران للأسد على حلبة اليمن؟

الخميس 25 يوليو 2019 01:05:00
testus -US

لم تطال الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد اليمنيين فقط، لكنّها وصلت إلى أبعادٍ أخرى، يُمثّل القاسم المشترك فيما بينها خدمة النظام الإيراني.

معلوماتٌ تمّ تداولها في الساعات الماضية، كشفت أنّ جهاز الأمن السياسي (أحد أجهزة الاستخبارات الخاضعة لسيطرة الحوثيين) اختطف ثلاثة مواطنين سوريين يعملون في اليمن، منهم طبيبان ومهندس، بتهمة التحريض على منصات التواصل الاجتماعي ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومساندة قوى الثورة السورية.

وأضافت المصادر أنَّ طبيبًا يعمل في مستشفى حكومي بمدينة ذمار اختُطف مساء الثلاثاء، فيما لا يزال طبيب سوري يدعى محمد الحمرني، كان قد اختُطف من مرفق صحي في صنعاء، ومهندس سوري يعمل في شركة خدمات نفطية، يقبعان في سجن الأمن السياسي في صنعاء منذ بداية الأسبوع الجاري.

لا يثير هذا الإجرام الحوثي تساؤلات أو يُسبِّب حيرة، فالقاسم المشترك بين هذه الاعتقالات والجرائم المرتكبة ضد اليمنيين هي الأجندة الإيرانية، فالمليشيات عبارة عن دمية متطرفة تمكلها وتعيلها طهران، وفي الوقت نفسه فإنّ "الأخيرة" تعتبر الداعم الأول لنظام الأسد، وهو دعم مثّل إلى جانب الدعم الروسي، السبب الرئيسي في حفاظ بشار الأسد على سلطته بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية السورية التي بدأت بثورة شعبية ضد النظام.

المليشيات الحوثية أثبتت مرة أخرى أنّها عبارة عن "دمية"، تستخدمها إيران سواء فيما يتعلق بالأجندة في اليمن أو خارج الحدود في سوريا، كما أنّ طهران تستخدم هذا الفصيل الإرهابي في الصراعات والتوترات التي تشهدها المنطقة.

ومع تراجع أسهم حزب الله، أصبحت المليشيات الحوثية هي الوكيل المفضل للإيرانيين في المنطقة، حيث تحوَّل الإجرام الحوثي إلى لعبة طهران المفضلة في المنطقة، وباتت عملياتهم الإرهابية تعبر عن تطلعات الإيرانيين، الذين يدعمونهم بالسلاح والصواريخ وكل الدعم اللوجستي من أجل إثارة الفوضى، وتحقيق أهداف ثورة الخميني، وتطلعات نظام الملالي.

وبحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فإنَّ تحوُّل انتباه إيران من حزب الله إلى الحوثيين يجب ألا يشكل مفاجأة كاملة، وقالت: "لطالما نظرت طهران بعناية في أي من مليشياتها المتحالفة تنشط في الظروف المحددة لنزاع معين.. في المواجهة الحالية مع الغرب، يبدو أن تركيز إيران ينصب على الإشارة إلى جديتها، وزيادة مخاطر النزاع بطرق من شأنها أن توقف خصومها، والهدف من ذلك هو ضمان أي عمل عسكري مؤلم لأعداء إيران، لكنه يظل واضحاً في حالة الحرب".

وأضافت: "من وجهة نظر إيران، حزب الله لا لزوم له إلى حد كبير في الصراع الذي يدور ببطء مع واشنطن.. لديها بالفعل الحوثيون في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق تحت تصرفها، لن يلعب حزب الله دورا نشطا إلا إذا كانت هناك حرب كاملة بين الولايات المتحدة وإيران".

وقال الأكاديمي والسياسي الأمريكي الإيراني المقيم في طهران سيد محمد مراندي، إنّه لن يُفاجأ إذا جاء الحوثيون بمساعدة إيران، وأضاف: "من المحتمل أن الحوثيين لم يعجبهم ضغط العقوبات على إيران، وبسبب الضرر الذي حدث على اقتصاد إيران، فإن إيران ستستخدم كل وسائلها لإلحاق الأذى".