حرب الملاحة المؤجلة وأذرع إيران التي يجب قطعها
رأي المشهد العربي
بينما تتحرك الولايات المتحدة نحو تشكيل تحالف لحماية أمن الملاحة في المنطقة، فإنّ جانباً رئيساً في هذه المواجهة "المؤجلة" يتمثل في قطع الأذرع الإيرانية الإرهابية وفي مقدمتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
الفترة الأخيرة كانت شاهدةً على كثيرٍ من الهجمات الإرهابية التي استهدفت ناقلات النفط في الخليج، وهي هجمات فاحت منها رائحة إيرانية – حوثية، وهو ما يتوجّب تصدياً حاسماً من قِبل المجتمع الدولي ضد كل هذا العبث الذي فاق كل الخطوط الحُمر.
ومن المقرر أن تستضيف مملكة البحرين في الفترة المقبلة اجتماعاً يناقش أمن الملاحة البحرية والجوية خلال الفترة المقبلة، بمشاركة أكثر من 60 دولة، في مقدمتها الولايات المتحدة التي تحشد لهذا التحرُّك الدولي الهادف في المقام الأول إلى حماية أمن الملاحة في المنطقة، بعدما طالها العبث الإيراني.
وسبق أن صرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد بأنّ بلاده أعدَّت خطةً سيتولى بموجبها تحالف عسكري دولي لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن، بعد الهجمات التي تعرضت لها ناقلات ومنشآت نفطية، جرى تحميل إيران المسؤولية عنها.
مواجهة هذه الحالة التي يملأها التوتر، لا يجب أن تنفصل عما يدور في اليمن، فإيران تعتمد في شن هذه الهجمات على أذرع ومليشيات إرهابية، تتصدرها في هذه الآونة المليشيات الحوثية، بعدما كان حزب الله في مقدمة المشهد لفترات طويلة.
المواجهة المرتقبة - المؤجّلة على ما يبدو لحين تحقيقها تتطلب قدراً مناسباً من التكاتف الدولي - يتوجَّب أن تتضمّن ردعاً حازماً حاسماً، وقطعاً شاملاً للأذرع الإيرانية في المنطقة.
هذا الردع لا يشترط أن يكون بتدخُّل عسكري غربي في اليمن لأنّ ذلك قد يحمل بعض العواقب الآن أو لاحقاً، لكن من خلال دعم التحالف العربي وعملياته عبر كافة الأصعدة، سواء سياسياً أو لوجستياً، بالإضافة إلى تضييق الخناق على المليشيات الإيرانية بفرض عقوبات عليها ومحاصرتها سياسياً وعسكرياً.
تُمثّل هذه الضغوط المرحلة الأولى في المواجهة شديدة الأهمية، وهي تعتبر كذلك أهم خطوات إنهاء الحرب العبثية في اليمن المستمرة منذ صيف 2014، فالمليشيات لن توقف إرهابها وعبثها المروِّعين إلا عندما تستشعر خطراً هائلاً يحاصرها من جميع الجهات.