إتاوات الإصلاح بحضرموت.. إرهابٌ في وضح النهار
يقف في وضح النهار، يحمل سلاحه الآلي، يلقي بعينيه إلى طريقٍ واحد، ينتظر سيارةً من هنا أو هناك، يستوقفها ثم يُجبر سائقها على دفْع الإتاوة، ثم يُسمح للسائق بالعبور، دون أن يعرف "الأخير" سبباً للإتاوة أو سبباً لهذا القهر أو نتاجاً لما كان سيؤول إليه إذا ما رفض وانصاع لهذا الإرهاب.
مشهدٌ يحدث في قلب مدينة سيئون بوادي حضرموت، أظهرته ثلاثة صور حصل عليها "المشهد العربي"، لجندي تابع للجنرال الإخواني النافذ في الشرعية علي محسن الأحمر، وهو يحصل على إتاوة من السيارات على الطرق.
الجندي يتبع تحديداً اللواء 135 الذي يقوده يحيى أبو عوجا رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى، الذي يأتمر بأمر محسن الأحمر، المتورط في كثيرٍ من قضايا الفساد والإرهاب.
يفضح هذا الابتزاز الذي يرتكبه عناصر حزب "الإصلاح" المتسترون بغطاء الشرعية، حجم المؤامرة التي يحملها حزب الجماعة الإرهابية ضد الجنوب وإتباع ممارسات مليشياوية تقوم على القهر والترهيب وجني الأموال من المواطنين عنوةً وتحت تهديد وتخويف "السلاح".
وبالإضافة إلى كمٍ صارخٍ من الفساد الذي تمارسه مليشيا "الإصلاح" في مناطق نفوذها، فإنّ العميد يحيى أبو عوجا نفسه الذي يتبعه "جندي الإتاوة"، متورطٌ بممارسة أعمال قمع بحق أبناء وادي حضرموت.
وضمن مساعي "أبو عوجا" لتوسيع دائرة نفوذ "الإصلاح"، أعلن الجنرال الموالي للأحمر في نهاية يونيو الماضي، إرسال كتيبة مدعمة من قواته في اللواء 135 إلى منطقة ساه التي تقع بالقرب من مناطق إنتاج النفط بوادي حضرموت.
التحركات الإخوانية رفعت شعار محاولة إشعال الفوضى في الجنوب، وذلك ضمن مساعٍ خبيثة لزعزعة الاستقرار على الصعيدين الأمني والسياسي المتحقِّق في بفضل تحرُّكات المجلس الانتقالي الجنوبي.
المنطقة العسكرية الأولى أثارت غضب أهالي حضرموت، بسبب حالة الانفلات الأمني تعانيه المحافظة وتحديداً مديرية سيئون، بالإضافة إلى دخول وخروج عناصر إرهابية من معسكرات تتبع المنطقة.
كما أنّ قيادة هذه المنطقة العسكرية الموالية للأحمر تجري عمليات كبيرة لشحن الأسلحة إلى للحوثيين ، ضمن تحركات يقودها الجنرال الإخواني البارز، الذي يتخفى وراء عباءة الشرعية، بينما يُحقِّق الكثير من الأرباح بسبب مافيا التهريب التي يديرها إلى مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية.