احتضانٌ مريبٌ في اليوم الأخير.. ماذا بين لوليسجارد والحوثيين؟

الجمعة 26 يوليو 2019 00:12:32
testus -US
"كان أداؤه على مدار الأشهر الماضية مثيراً للتساؤلات، لكن مشهد الختام كان مريباً بامتياز، فالانخراط الأممي في أحضان المليشيات الحوثية الانقلابية جسّده الجنرال مايكل لوليسجارد الذي أنهى عمله رئيساً للبعثة الأممية في الحديدة.
لوسيجارد لم يُحقِّق نجاحاً في فترة عمله، وبالتالي كان من الأجدر أن يغادر في صمت، لكنّه أبى أن  يكون المشهد كذلك، فأجرى جولات ترفيهية في صنعاء رفقة عناصر من المليشيات التي حرصت بدورها على إهدائه درعاً تذكارية.
أمس الأول الثلاثاء، اطلع لوليسجارد على المعالم الأثرية والتاريخية والتراث الحضاري والطراز المعماري والطراز العريق والفريد بمدينة صنعاء القديمة واستمع من القيادي الحوثي البارز المعين أميناً لصنعاء حمود عباد، إلى شرحٍ حول تاريخ مدينة صنعاء القديمة وآثارها ومعالمها الحضارية والسياحية التي تتميز بها المدينة بوصفها واحدة من أقدم مدن العالم وذلك قبل أن يقوم الأخير بإهدائه درعا تذكارية.
وأمس الأربعاء، التقى وزير الخارجية في حكومة الانقلابيين (غير المعترف بها) هشام شرف، لوليسجارد في صنعاء بمناسبة انتهاء فترة عمله، وأعرب له عن تقدير الحوثيين لدوره في الحديدة، لتسهيل تنفيذ اتفاق استوكهولم وعقد اجتماعات لجنة إعادة الانتشار وكذا الإشراف المباشر على إعادة الانتشار الحوثي من جانب واحد.
لوليسجارد تولّى رئاسة البعثة الأممية منذ ستة أشهر خلفاً للجنرال باتريك كومارت من دون أن تفلح جهوده في تحقيق أي تقدُّم فعلي لتنفيذ اتفاق السويد وإعادة الانتشار التي تفضي إلى انسحاب الحوثيين من المدينة والموانئ الثلاثة، في الوقت الذي استمرت فيه أعمال التصعيد القتالي من قبل الميليشيات على الرغم من الهدنة الأممية.
احتضان الحوثيين للجنرال لوسيجارد في يومه الأخير، كان بمثابة دليل جديد على العلاقة التي تجمع المليشيات الحوثية بالأمم المتحدة، فالأخيرة متهمةٌ من قِبل كثيرين، بأنّها تراخت أمام الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي منذ توقيع اتفاق السويد، وتركت الفرصة سانحةً نحو مزيدٍ من التعقيد في الأزمة المستعصية عن الحل منذ خمس سنوات.