جريفيث والتقدم في مباحثات الحديدة.. ثقةٌ افتقدتها تصريحات المبعوث
الجمعة 26 يوليو 2019 20:43:28
منذ تعيينه مبعوثاً أممياً إلى اليمن، يبحث الدبلوماسي مارتن جريفيث عن انتصار سياسي بأي طريقة، حتى وإن كان محاطاً بالفشل أو فارغاً من محتوى النجاح.
جريفيث قال إنّ ممثلي الشرعية ومليشيا الحوثي في لجنة إعادة تنسيق الانتشار بالحديدة اجتمعا الأسبوع الماضي على سفينة بالبحر الأحمر، وناقشا بعض القضايا الحساسة والحرجة، وأنجزا تقدمًا أكبر مما كان يتوقع.
وأضاف جريفيث أنّ الحل العسكري في اليمن غير وارد، وأن طرفي النزاع ملتزمان باتفاق ستوكهولم، الذي يُنظر إليه على أنَّه مدخل للحل السياسي.
وأشار إلى أنّ تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي أُبرِمَ أواخر العام الماضي، يستغرق وقتًا طويلًا نوعًا ما، لكنّ الجانبين مستمران في الإصرار على المطالبة بالحل السياسي، لافتاً إلى أن استمرار الحرب سيعقّد من حلها.
تبدو من تصريحات جريفيث ما يمكن اعتبارها حالة تفاؤل، لكنَّ هذه الحالة ممزوجة بعاصفةٍ من التشكيك في سياسات الرجل الذي يُنظر إليه من قِبل كثيرين بأنّه يتغاضى عن الجرائم الحوثية المتعددة التي أجهضت أي توجّه صوب الحل السياسي.
منذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر الماضي، ارتكبت المليشيات الحوثية أكثر من سبعة آلاف خرقٍ لوقف إطلاق النار، وتعاملت الأمم المتحدة بمنطق متغاضٍ ومتساهل إلى حد كبير مع جرائم الانقلابيين ما سنح لهم الفرصة للاستمرار في ارتكابها.
ولخَّص اليوم الأخير للجنرال مايكل لوسيجارد الذي أنهى عمله رئيساً للبعثة الأممية في الحديدة الطريقة التي تتعامل مع المليشيات الانقلابية.
لوسيجارد لم يُحقِّق نجاحاً في فترة عمله، وبالتالي كان من الأجدر أن يغادر في صمت، لكنّه أبى أن يكون المشهد كذلك، فأجرى جولات ترفيهية في صنعاء رفقة عناصر من المليشيات التي حرصت بدورها على إهدائه درعاً تذكارية.
الثلاثاء الماضي، اطلع لوليسجارد على المعالم الأثرية والتاريخية والتراث الحضاري والطراز المعماري والطراز العريق والفريد بمدينة صنعاء القديمة واستمع من القيادي الحوثي البارز المعين أميناً لصنعاء حمود عباد، إلى شرحٍ حول تاريخ مدينة صنعاء القديمة وآثارها ومعالمها الحضارية والسياحية التي تتميز بها المدينة بوصفها واحدة من أقدم مدن العالم وذلك قبل أن يقوم الأخير بإهدائه درعا تذكارية.
وأمس الأول الأربعاء، التقى وزير الخارجية في حكومة الانقلابيين (غير المعترف بها) هشام شرف، لوليسجارد في صنعاء بمناسبة انتهاء فترة عمله، وأعرب له عن تقدير الحوثيين لدوره في الحديدة، لتسهيل تنفيذ اتفاق استوكهولم وعقد اجتماعات لجنة إعادة الانتشار وكذا الإشراف المباشر على إعادة الانتشار الحوثي من جانب واحد.
لوليسجارد تولّى رئاسة البعثة الأممية منذ ستة أشهر خلفاً للجنرال باتريك كومارت من دون أن تفلح جهوده في تحقيق أي تقدُّم فعلي لتنفيذ اتفاق السويد وإعادة الانتشار التي تفضي إلى انسحاب الحوثيين من المدينة والموانئ الثلاثة، في الوقت الذي استمرت فيه أعمال التصعيد القتالي من قبل الميليشيات على الرغم من الهدنة الأممية.
احتضان الحوثيين للجنرال لوسيجارد في يومه الأخير، كان بمثابة دليل جديد على العلاقة التي تجمع المليشيات الحوثية بالأمم المتحدة، فالأخيرة متهمةٌ من قِبل كثيرين، بأنّها تراخت أمام الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي منذ توقيع اتفاق السويد، وتركت الفرصة سانحةً نحو مزيدٍ من التعقيد في الأزمة المستعصية عن الحل منذ خمس سنوات.