وسط غياب حكومي.. السيول تفاقم أزمات المواطنين في ردفان
بين الحين والآخر تشهد مديرية ردفان التابعة لمحافظة لحج سيولاً كثيفة تتسبب في تعطيل الحياة بكافة أنحاء المديرية وقد يمتد آثارها للمحافظة كلها، وفي كل مرة يكون ضعف التعامل الحكومي مع تلك السيول في بدايتها، وكذلك التعامل مع آثارها المترتبة عليها سبباً في تفاقم أزمات المواطنين الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة.
عبر عدد من المزارعين في مديرية ردفان بمحافظة لحج عن قلقهم الشديد على أراضيهم الزراعية التي أصبحت معرضة لخطر السيول، نتيجة جرف السيول القوية التي حدثت منذ أيام بعد أمطار غزيرة على مناطق ردفان للدفاعات التي كانت تحمي تلك المساحات الزراعية.
وناشد المواطن سلطة المديرية والسلطة المحلية بالمحافظة تقديم المساعدة العاجلة لهم لحماية مزارعهم من الانجراف.
وقال المواطن توفيق محسن علي في منطقة شعب الديوان إن السيول جرفت الدفاعات التي كانت تحمي مزرعته وعدد من مزارع المواطنين المجاورة لمزرعته في سد سبأ، مشيرا إلى أن البئر الواقعة في مزرعته أصبحت مهددة بشكل كامل، نظراً لوجودها على طريق السيل إذا لم يتم تنفيذ دفاعات بشكل سريع،خاصة بعد أن قامت السيول بجرف الدفاعات التي كانت تحميها لقوة السيول.
وفي مطلع الشهر الجاري، اجتاحت سيول قوية، مناطق ردفان الجبلية، إثر أمطار غزيرة ، ما أدى إلى أضرارا بالغة على المنازل والمحاصيل الزراعية، وكشف مواطنون بمنطقة عقيبة بذلك التوقيت، بأن السيول التي اجتاحت ردفان الجبلية تسببت في أضرارا كبيرة على بعض المنازل.
وناشد الأهالي السلطات المحلية بالمديرية ومحافظة لحج، التدخل السريع لتقديم الدعم الإغاثي المباشر وعبر المنظمات الدولية، غير أن تلك المناداة التي تكرر في كل واقعة لن يكون لها أثر على أرض الواقع.
وفي أعقا تلك السيول حذر سكان محليون من انهيار وشيك لسد الصريف في منطقة الملاح بمديرية ردفان، بعد ظهور تشققات في الحاجز الأسمنتي والخرصاني وتسرب المياه من بين الصخور في الجدار الصخري.
وناشد اهالي وادي بلة في مديرية الملاح ردفان السلطات المحلية في المحافظة لحج بسرعة ترميم سد الصريف قبل انهياره ، نظراً للتشققات التي أحدثتها السيول وغياب الصيانة لهذا السد الذي تم إنشائه في عام 1998 م على نفقة مشروع التنمية الريفية في المحافظات الجنوبية ومساهمة المواطنين.
ويعتبر سد الصريف مصدر الشرب الأساسي والوحيد للقرى القريبة منه وللبدو الرحل والنوابه ويساعد على خزن المياه لأشهر بعد هطول الأمطار.
وبالرغم من أن هناك وفد هندسي تابع للصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن، قام بزيارة سد سبأ في شهر إبريل الماضي، لإجراء عملية مسح هندسي من أجل صيانة السد الرئيسي والمنشآت التابعة له والقنوات الفرعية، لكن حتى هذه اللحظة مازال يعاني تشققات تهدده عمله بكفاءة مرتفعة.
واعترف الوفد الهندسي في حينها، بأن بقاء تلك الأرضية على وضعها الحالي يشكل تهديداً على الجوانب الأخرى لهذا المشروع الكبير الذي يقدم خدمة للمناطق الزراعية من خلال تنظيم عملية مرور السيول وتهدئتها.
وأوضح مدير عام مديرية ردفان، العميد الركن صالح حسين سعيد، أن هذا السد يعد صرحاً كبيراً تستفيد منه أكثر من 6 مناطق تضم آلاف الفدادين الزراعية، ويستقبل مياه السيول من مناطق كثيرة ويقوم بتمريرها عبر ثلاثة ممرات، كما أن هناك قنوات رئيسية وفرعية تعرضت لأضرار وظروف المزارعين المالية في تلك المناطق صعبة لا تمكنهم من إصلاحها.
وبدوره أوضح الحمزي أن الميزانية المرصودة للمشروع والمقدرة ب400 ألف دولار غير كافية، ويتطلب الأمر تدخل ممولين لزيادة الميزانية كي تتم عملية الصيانة للسد الرئيسي وملحقاته المتضررة بشكل كامل.