التحالف القطري الإيراني على هوى قيادات حزب المؤتمر
رأي المشهد العربي
فقد حزب المؤتمر الشعبي بريقه منذ مقتل علي عبدالله صالح، وبالتالي فإن السلطة والجاه والنفوذ الذي كان يتمتع به أعضائه قبل وفاته قد غابت هي الأخرى، بعد أن وضعوا أملهم في العودة من جديد على رأس مؤسسات الدولة بعد لفظهم شعبياً في مظاهرات 2011.
خفوت أدوار قيادات حزب المؤتمر وهروب الآلاف منهم خارج البلد جعلهم يبحثون عن داعم إقليمي لهم يمكنهم من العودة مرة أخرى، وبالرغم من تواجد العدد الأكبر منهم في القاهرة، لكن النظام السياسي في مصر أدرك لعبتهم مبكراً ولم يتورط في دعم أي منهم واكتفى بدور الضامن لوجودهم، وبالتالي كان البحث عن أطراف أخرى من الممكن أن تحقق هذا الهدف.
داخل حزب المؤتمر هناك فصيلين أساسيين، الأول والذي يضم أكبر عدد من الأعضاء موالي للحوثيين في صنعاء ودائما ما يؤكدون على أنهم مختطفين في حين أن هناك تنسيق دائم بينهم وبين المليشيات في ملفات عدة، والآخر صغير في الرياض ويسعى بكافة السبل لأن يقود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الحزب، غير أن ضعف شعبيته داخله ولفظ المعسكر الآخر لوجوده كان دافعا لتراجعه عن الفكرة.
قبل عام أو أكثر قام عبدربه منصور هادي بزيارة امتدت لعدة أيام إلى القاهرة وكان هدفها الأساسي التعرف على وجهة نظر القيادات الموجودة في القاهرة بشأن ترشحه لرئاسة الحزب، غير أن المقاطعة الواسعة للاجتماع والرفض المعلن من قبل قيادات الحزب المتواجدين في القاهرة دفعه لمغادرتها قبل انتهاء موعدها المحدد.
منذ ذلك الحين أدرك هادي أن وصوله إلى رئاسة الحزب مستحيلة، غير أن بقاء رغبته في المنصب دفع الإصلاح على الجانب الآخر أن يبحث عن طريقة يتمكن من خلالها من كسب ود الرئيس بما يضمن بقائهم في المناصب القيادية في الدولة، فكان الارتكان على المال القطري والإخواني وتوظيفه لصالح تحقيق مكاسب شخصية للرئيس.
ما أفحصت عنه مصادر قيادية في المؤتمر خارج اليمن في تصريحات سابقة لـ "المشهد العربي" بأن قيادات اخوانية أجرت اتصالات مع القيادات المؤتمرية في الرياض والقاهرة ومسقط، لحثهم على اختيار هادي رئيسا للمؤتمر، كما قدمت مغريات مادية للبعض لاستمالتهم لهذا الغرض، يبرهن على ذلك، وأن ما ساعد ذلك الإجراء يرتبط بالعلاقات القوية بين قطر وطهران في محاولة لجذب هادي إليها.
وكشفت المصادر التابعة للمؤتمر بأن القيادي الإخواني الملياردير حميد الأحمر قدم شقة لرئيس مجلس النواب القيادي المؤتمري سلطان البركاني في اسطنبول، فيما قام أحمد العيسي بشراء فيلة للبركاني في منتجع سكني جديد في القاهرة للقبول بهادي رئيسا للمؤتمر.
ليس غريباً أن يقوم الإصلاح بكل هذه الألاعيب لتحقيق مصالحه، فوجود هادي على رأس حزب المؤتمر بدعم مباشر منهم يزيد من ثقته بهم ويمدد سيطرتهم على المناصب الوزارية والأمنية الحساسة في البلاد.
وفي المقابل فإن التحالف القطري الإيراني جاء على هوى أعضاء المؤتمر الذين يبحثون عن دور مستقبلي بعد أن انطفأ بريقهم ولفظهم المواطنين الذين أدركوا سعيهم للسلطة وليس خدمتهم، كما أن وجود هادي على رئاسة المؤتمر في ظل توافق إيراني قطري يهدد الشرعية بالأساس وفي تلك الحالة سيصبح الأمر بحاجة إلى التدخل السريع شعبياً من خلال المواطنين وسياسياً من خلال التحالف العربي.