الرغبة الحوثية في إطالة أمد الحرب.. سحر ينقلب على الساحر

الأحد 28 يوليو 2019 22:08:07
testus -US
في جميع الممارسات الإجرامية التي تقدم عليها المليشيات الحوثية يكون هدفها الأساسي إطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة بما يساعدها على فرض سيطرتها وتقوية نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها من جانب، وسعيها للتوسع أفقياً ورأسياً من جانب آخر، غير أن هذا السر يبدو أنه انقلب على الساحر بعد أن وصلت الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات إلى مرحلة لا يتحملها أحد.
دائما ما تقدم المليشيات الحوثية على جرائم من نوعية تفجير المنازل وتفخيخ الأراضي، وتخريب التعليم والمؤسسات الصحية والإدارية، وتركز في الأغلب على أن تكون المناطق التي تستهدفها من دون قوات أمن قادرة على ضبط الأمور داخلها، لتسهل من مهمة المرتزقة التي تقودهم لعملية السيطرة على تلك المناطق.
ولكن تلك العمليات في كثير من الأحيان ترتبط برفض الأهالي الذين لا تعوضهم المليشيات عن خسائرهم بل تتركهم ومصيرهم في مواجهة الموت وفي كثير من الأحيان تمنع المساعدات والمنح الخارجية المقدمة إليهم، وتعمل على اتهام الأطراف الخارجية بعرقلة وصولها، لتظهر أمامهم في دور المدافع عنهم، غير أن تلك الممارسات انكشفت بعد توالي التقارير الدولية التي حملت الحوثيين مسؤولية عرقلة مساعيهم للوصول إلى الفئات المحرومة.
وبالطبع لم تتحمل المليشيات أي نقد موجه إليها من قبل المواطنين الذين يواجهون الموت في كل يوم، وشلت حملة لإيقاف عدد من المناصرين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ممن ينتقدون ممارساتها، وكشفت مصادر إعلامية من صنعاء في تصريحات سابقة لـ " المشهد العربي" أن وزير الإعلام الحوثي المدعو ضيف الله الشامي، طالب في اجتماع مؤخرا مع إعلاميين حوثيين بضبط ما أسماهم الناشطين المنفلتين على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن ضررهم أصبح أكثر من نفعهم .
وحسب المصادر فأن الوزير الحوثي هدد بإحالة كل من يسيء إلى القيادات الحوثية ويعمل على ما أسماه إثارة البلبلة بإحالته إلى نيابة الصحافة .
وأضافت المصادر أن مليشيا الحوثي أوقفت عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عن النشر، بسبب انتقادهم للقيادات الحوثية، وبررت هذا التصرف بأنهم خرجوا عن الخط، وأن منشوراتهم تثير الفتنة وتشق الصف.
وتأتي تلك الإجراءات بعد أيام من إصابة عدد من الصيادين وقواربهم جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين الحوثيين داخل سوق سمك في مدينة الحديدة، وقالت مصادر محلية بمدينة الحديدة، الخميس، بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين عناصر حوثية ومتحوثين في سوق السمك بالمدينة.
وأضافت المصادر أن أحد عناصر مليشيا الحوثي من خارج الحديدة اعترض عليه احد الصيادين لدى قيامه باطلاق الرصاص داخل السوق لكن الحوثي المسلح باشر الصياد باطلاق الرصاص من سلاحه ليصيبه بجروح في قدمية.
وأكدت أنه وعلى أثر ذلك حاولت بعض العناصر المتحوثة الامساك بالمسلح الحوثي لتندلع اشتباكات بالرصاص الحي استمرت نصف ساعة وتسببت في اصابة قوارب الصيد وكذا عدد من الصيادين اضافة الى حالة الرعب التي دبت في صفوف المتسوقين.
ولا يمكن الفصل بين عمليات القمع التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق مناصريها، وبين حالة الغليان التي تعانيها في الداخل على إثر وقوع أكثر من حالة اقتتال داخلي خلال الأسبوع المنقضي، والتي كان من نتائجها انسحاب المئات من ميليشيات الحوثي الانقلابية من جبهات الساحل الغربي، بسبب خلافات بين قياداتهم على اقتطاع مبالغ من مخصصاتهم.
وأشارت مصادر في الحديدة إلى انسحاب 480 عنصرا حوثيا من جبهة الساحل الغربي نتيجة صراع حاد بين قيادات تنتمي إلى منطقة الحيمتين غربي صنعاء، وتطور الخلاف بين قادة حوثيين إلى اشتباكات مسلحة دفعت بأحدهم إلى سحب أنصاره الذين ينتمي غالبيتهم الى مديريتي الحيمتين في صنعاء.
ونشبت الخلافات بين القيادي أبو علي فاضل قائد المحور الشمالي الغربي للميليشيات الحوثية وبين المشرف العسكري لمربع الحيمتين المدعو "أبو يحيى الجريدي" وعلى إثرها أمر الأخير بانسحاب أنصاره من جبهات الحوثيين بالحديدة.
وعن أسباب الخلاف، بحسب المصادر، قيام علي فاضل بخصم مبالغ مالية من التمويل الخاص بالمحور، الذي يبلغ عدد أفراده 3600 عنصر، ولمدة ثلاثة أشهر على التوالي، ليستثمرها في شراء عقارات بصنعاء.
وتطور الصراع بين القياديين الحوثيين على نهب الأموال إلى اشتباكات مسلحة بعد قيام قائد المحور الشمالي الغربي للمتمردين، بتحريك حملة عسكرية بقيادة قائد المشاة في المحور محمد مجمل لضبط أبو يحيى الجريدي في منطقته ببني منصور.
وعقب الحملة نشبت اشتباكات مسلحة بين الطرفين قبل أن يقوم المسؤول الحوثي لمربع الحيمتين بإصدار أوامر لانصاره بالانسحاب من جبهة الساحل الغربي بالتوازي مع قيام مسؤول الدفاع الجوي بالحديدة المدعو أبو فتح الكندحي بالإنسحاب هو الآخر.