المجلس الانتقالي.. ركيزة أساسية يحتاج إليها أبناء الجنوب

الاثنين 29 يوليو 2019 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

منذ العام 1994 وأبناء الجنوب يبحثون عن استعادة دولتهم، غير أن جميع المحاولات السابقة باءت بالفشل لأسباب عديدة أهمها وأبرزها عدم وجود كيان قوي معبر عن الإرادة الجنوبية، وجود المجلس الانتقالي الجنوبي الآن بتلك القوة السياسية والعسكرية والأمنية يشكل ركيزة أساسية من الممكن أن يبني عليها أبناء الجنوب طموحاتهم لاستعادة الدولة.

ما يحققه المجلس الانتقالي الجنوبي الآن هو أنه يمثل الصوت الشرعي بالنسبة لأبناء الجنوب، فلا يوجد على الأرض أي قوة تستطيع أن تتواصل وتتفاعل داخلياً وخارجيا سوى المجلس الذي تأسس في شهر مايو من العام 2017، بل أن تأسيسه يعد أول بذور إنبات شجرة الدولة التي يحلم بها الجميع في الجنوب.

هناك أكثر من سبب يجعل من المجلس الانتقالي حائط الصد الأول أمام أي محاولات تستهدف تعطيل استعادة الدولة، أولها أنه أضحى يحاز على اعتراف دولي كبير بفعل ما أقدم عليه من علاقات أسسها مع الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وبجانب دول التحالف وبعض العواصم الأوربية، ولولا الثبات الذي حققه المجلس على أرض الواقع لما استطاع أن يحقق تلك النجاحات الدبلوماسية التي يحاول البعض التقليل من أهميتها.

والسبب الثاني أن المجلس هو صاحب القوة والشعبية الأكبر بالجنوب، بل أنه أضحى يكتسب شرعية عسكرية مهمة بعد أن حافظ على محافظات الجنوب من ويلات الاجتياح الحوثي من جديد بفعل الانتصارات التي تحققها القوات الجنوبية في جبهة الضالع، وتقديم المجلس دعماً غير محدود لتلك القوات بجانب مساندة دولة الإمارات والتحالف العربي.

أما ثالث هذه الأسباب فترتبط بقدرة المجلس الانتقالي على التواصل شعبياً وجماهيرياً مع جميع أطياف المجتمع الجنوبي، بفضل الإدارات المحلية التي أسسها في غالبية المحافظات والمديريات، وأضحى العديد من المواطنون ينظرون إليه باعتباره الممثل الشرعي بالنسبة إليهم ارتكانا لحالة التقارب التي نجح فيها في ظل الفراغ الذي تركته الشرعية في تلك المحافظات.

قد يكون تعمد الشرعية بإفشال الجنوب ومحاولة المحافظين والوزراء التابعين إليها والمنتمين إلى حزب الإصلاح إشاعة الفساد بشكل كبير بما ينعكس سلباً على حياة المواطنين قد جاء في صالح المجلس الانتقالي الذي سعى بكل جهده لأن يعالج سلبيات الشرعية وأن يحقق نموذجا ناجحاً من الممكن أن يكون قدوة للكثير من الشباب الذين لم يجدوا من يدافع عن دولتهم ويسعى لاستعادتها.

وبالتالي فإن فشل المعهد الأوربي للسلام في عقد اجتماع غامض دعا إليه في العاصمة الأردنية عمان طبيعي في ظل قدرة المجلس الانتقالي على قيادة دفة محافظات الجنوب، ويبرهن هذا على أن الشعب الجنوبي أختار ممثله الشرعي والوحيد، وأنه أدرك جيداً أن أي محاولات جادة لتقارب أبناء الجنوب وتحقيق فك الارتباط عن الشمال لن يكون سوى من خلال قيادات المجلس الذين يناضلون سياسيا وعسكرياً من أجل تحقيق الهدف الأسمى.