لماذا لا تستغل الشرعية التخبط الحوثي على الجبهات؟
رأي المشهد العربي
تعاني المليشيات الحوثية تخبطاً لا مثيل له على جبهات قتالية عدة أبرزها الضالع والساحل الغربي بعد أن فر المئات من المعارك الدائرة في تلك الجبهتين بسبب خلافات داخل العناصر الممولة من إيران، غير أن قوات الشرعية في المقابل لم تستغل هذا التخبط، ملثما الوضع بالنسبة للقوات الجنوبية التي نجحت في الوصول إلى مناطق جديدة في تعز.
بالنظر إلى ما يجري في جبهة الضالع فإن الخلافات والانكسارات احتدمت في صفوف المليشيات على الجبهة الشمالية، وذلك بفعل الحصار الذي أحكمته القوات الجنوبية والتي اشتعلت المواجهات من مريس شرقاً ومروراً بالفاخر وشخب والزبيريات وحتى باجة شمالا، ليكتشف متحوثون -من إب والمناطق الوسطى غالباً-أنهم ضحية خدعة حيث تم استدراجهم إلى الخطوط الأمامية دونما خيار أمامهم إلا القتل المجاني.
وتم رصد انسحابات لمجاميع حوثية من أرض المعركة في جبهات القتال شمال غرب الضالع باتجاه إب، لاحقتها مجاميع أخرى وقطعت عليها الطريق، حاولت مجاميع تقاتل في صفوف الحوثيين الفرار من أرض المعركة، ليلاً، وقت اشتداد المواجهات وذروة القتال، قبل يومين، على متن أطقم، وأخذت طريقاً باتجاه محافظة إب، القريبة من مناطق المواجهات.
أما في الحديدة فإن الوضع لا يختلف كثيرا، إذ شهدت انسحاب المئات من ميليشيات الحوثي الإيرانية، من جبهات الساحل الغربي، بسبب خلافات بين قياداتهم على اقتطاع مبالغ من مخصصاتهم.
تطور الخلاف بين قادة حوثيين إلى اشتباكات مسلحة دفعت بأحدهم إلى سحب أنصاره الذين ينتمي غالبيتهم الى مديريتي الحيمتين في صنعاء، وأشارت مصادر مطلعة إلى انسحاب 480 عنصرا حوثيا من جبهة الساحل الغربي نتيجة صراع حاد بين قيادات تنتمي إلى منطقة الحيمتين غربي صنعاء.
الاشتباكات القبلية بين المليشيات الحوثية والمتحوثين من أبناء القبائل في عمران كان من الممكن أن يجري استغلالها من جانب قوات الشرعية المتواجدة بكثافة في محافظات الشمال، بدلا من ترك المليشيات مسيطرة على المحافظة من دون أي مضايقات.
ما حدث في الجبهات تعامل أبناء الجنوب كما يجب أن يكون فيما ظلت الشرعية في موقف المتفرج، من دون أن تسعى إلى الاستفادة من تلك التخبطات التي كان بإمكانها أن تحقق انتصارات تساندها في المفاوضات التي تخوضها مع المليشيات الحوثية بشأن الحديدة.
ولكن إذا نظرنا إلى أسباب ذلك الموقف المخزي فإنه يرجع بالأساس إلى خيانة عناصر قوات الجيش والذين ينفذون تعليمات قائدهم علي محسن الأحمر الذي يعمل لصالح قطر، ويحاول أن يضعف قوات الجيش قدر الإمكان نكاية في التحالف العربي ولخدمة طهران، بجانب أن القوات الجيش تعاني ترهلاً لا مثيل له تسبب في عدم وجود الرغبة والقدرة على التعامل مع التراجع الحوثي.