تبجّحٌ في العلن وتوسُّلٌ في الخفاء.. كيف تنظر الشرعية إلى الوجود الإماراتي؟
في الوقت الذي يشن فيه مسؤولون بارزون في "الشرعية"، موالون لحزب الإصلاح الإخواني، هجمات تحريض وتشويه ضد الإمارات، فإنَّ موقف الحكومة على ما يبدو مغايراً فيما يتعلق بموقف أبو ظبي من الوضع الراهن.
الإمارات كانت قد أعلنت قبل أسابيع عن إعادة الانتشار، وهي خطوة جاءت لأسباب استراتيجية وتكتيكية تؤكّد مواصلة دورها الذي قامت به منذ قرارها الانخراط مع التحالف في مواجهة الحوثيين.
لكنّ مسؤولين بارزين في "الشرعية" فسَّروا هذه الخطوة بأنّ انسحاباً إماراتياً بشكل جزئي من اليمن، وهو تفسير على الرغم من نفي أبو ظبي له بشكل قاطع، إلا أنّ أبواق الشرعية - الرامية إلى محاولة الإيقاع بين السعودية والإمارات تحديداً - أصرّت على تفسيرها الكاذب والمُشوِّه للحقيقة.
وفي الوقت الذي شنّت فيه هذه العناصر البارزة في الشرعية هجومها على الإمارات، لكنّ الحكومة كان موقفها مغايراً حسبما كشفت وكالة بلومبرج، التي قالت إنّ الحكومة أعربت سراً عن قلقها من احتمال انسحاب القوات الإماراتية حسبما روَّجت وسائل إعلام، معروفةٌ بأجنداتها وسياساتها الداعمة للإرهاب.
ونقلت الوكالة عن مسؤول رفيع المستوى قوله إنّ رئيس الوزراء معين عبدالملك سعيد حاول خلال شهر يونيو الماضي إقناع المسؤولين الإماراتيين بأنّ الانسحاب يمكن أن يُغيِّر توازن القوى لصالح إيران ويهدد المكاسب في ميدان المعركة.
يشير هذا الموقف، بحسب تقارير إعلامية، إلى تقدير الحكومة الكبير لأهمية الدور الإماراتي، وهو ما يتناقض بشكل واضح مع ما يتعرض له هذا الدور من تشويه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، من قبل مسؤولين حكوميين وإعلاميين ونشطاء تدعمهم الحكومة.
منفّذو هجمات التشويه على الإمارات يتستّرون بغطاء الشرعية، وهم موالون لحزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، ويُنفّذون في ذلك تعليمات قطرية بامتياز تحاول الإيقاع بين قطبي التحالف العربي (السعودية والإمارات).
إجمالاً، فإنّ القرار الإماراتي بإعادة الانتشار العسكري في اليمن مثَّل تكتيكاً استراتيجياً ساهم في تعرية جانبي الأزمة المستعصية، وهما مليشيا الحوثي الانقلابية وحزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية.
فعلى جانب، أدَّت هذه الخطوة إلى تعرية "الإصلاح" الذي دأب على كيل الأكاذيب وترويج الادعاءات والعمل على قلب الأمور والإصرار على اعتبار الأمر انسحاباً إماراتياً ليس فقط من اليمن بل أيضاً من التحالف العربي، فحاول الحزب الإيقاع بين الرياض وأبو ظبي في هذا الإطار.
وعلى الرغم من توضيح الإمارات على أكثر من صعيد حول طبيعة هذه الخطوة إلا أنّ الإخوان أصرّ على تحويل الأمر لخدمة المليشيات الحوثية لتعضيد علاقات التقارب فيما بينهما، لخدمة أجنداتهما المتطرفة.
استهداف "الإصلاح" للتحالف العربي لم يعد خافياً على أحد، فالحزب صعَّد في الفترة الأخيرة من الهجوم على التحالف، ضمن مخطط أعدّته قطر وتركيا وإيران، يُستخدم فيها حزب جماعة الإخوان الإرهابية كدُمية يُحقِّق مصالح هذا المعسكر الشرير.
ويمكن القول إنّ بقاء حزب "الإصلاح" مرتبطٌ إلى حد بعيد باستمرار الدعم الذي يتلقّاه من هذا المحور الشرير، سواء على المستوى المالي أو على الصعيد اللوجستي.