الشرعية تغطي على فشلها في محافظات الجنوب بمهاجمة أبناء عدن
الأحد 4 أغسطس 2019 21:26:26
لم تنطق الشرعية بحرف واحد وهي تتمادى في إنهاك محافظات الجنوب بعد أن ظل وجودها في العاصمة عدن وباقي المحافظات بمثابة الشوكة في ظهر هذه المحافظات التي تحررت من المليشيات الحوثية ولكنها ظلت أسيرة خيانة عناصر الإصلاح المنتمين إليها، ليصل الحال بأبناء الجنوب لأن يعيشوا فصل الصيف بأكمله من دون كهرباء مع تردي واضح للأوضاع المعيشية والأمنية.
ولكن حينما تقع حوادث فردية في أوقات يعيش فيه أبناء الجنوب في حزن وغضب نتيجة الحادث الذي استهدف معسكر الجلاء في العاصمة عدن وظهرت فيه ملامح خيانة الإصلاح المهمين على الشرعية، ينطق جميع رموزها مهاجمين ومنتقدين ما يجري، بالرغم من أنها السبب الرئيسي في أي أعمال توتر تحدث الآن بعد جعلت أوضاع المحافظات الجنوبية هشة لخدمة المليشيات الحوثية التي يتحالف معها الإصلاح في الخفاء.
وزعم وزير الإعلام في الشرعية، معمر الإرياني، بأن هناك اعتداءات تجري على المواطنين البسطاء ووصفها "بالتصرفات الغوغائية"، متهما أبناء الجنوب بتنفيذ أجندات خارجية في وقت تذهب عناصر الإصلاح في الشرعية لتنفيذ أوامر قطر بشكل مباشر.
وأوقفت الشرعية الأعمال العسكرية في الجبهات الشمالية، وغيرت بوصلتها نحو مجابهة الجنوب، وافتعال الأزمات في كل المناطق المحررة، وتشكيل مكونات جديدة، مثل: الائتلاف الجنوبي، ومكون آخر تحت قيادة العليمي لتحالف الأحزاب، وأيضًا إعادة الروح لمجلس نواب منقسم ومنتهية صلاحيته، ورئيسه وبعض أعضائه إلى قبل شهور كانوا في صف الانقلابيين، وأصبح يشكل أزمة وجود.
وتصرف الشرعية الأموال الطائلة على مكونات عفا عليها الزمن، وغير متوافقة على أرض الواقع، وأي تفكير بإعادة تدوير أدوات الفشل سيقود بالنتيجة إلى فشل ذريع، وكل هذه الأدوات وغيرها فشلت في الحفاظ على الدولة في صنعاء ..أما الجنوب فقد استطاع أبناؤه بمقاومتهم الباسلة وبدعم التحالف العربي انتزاعه وتحريره من الانقلابيين، وأصبح أمرًا واقعًا، ومن المفيد للجميع ترك إدارته لأبنائه.
وبدلاً من أن تصحح الشرعية أوضاعها وتعيد بوصلتها مرة أخرى باتجاه تحرير صنعاء، تصر على عقد مجلس النواب في أحد المحافظات الجنوبية وحينما وجدت أنه من المستحيل عقده في عدن نقلت مؤامراتها إلى حضرموت في وقت ينقسم فيه هذا البرلمان ولا يوجد نصاب قانوني له ، كما أن البلاد في حالة حرب ولا يحق للشرعية عقد أي اتفاقيات مهما كان نوعها سياسية أو اقتصادية أو المصادقة على أي اتفاقية تعقد في ظل الحرب تحت أي ظروف بسبب غياب المؤسسات الدستورية
العاصمة عدن التي يهاجم رئيس الوزراء معين عبد الملك أبناءها جريحة لا كهرباء ولا مياه ولا مرتبات، وحكومة الشرعية ضخت فيها آلاف النازحين الذين يستمدون بقاءهم من تمويل الحكومة، والذي يفسره المراقبون بأنه إجراء لتغيير الوضع الديمغرافي للسكان، بينما المفروض من الحكومة والشرعية أن تقوما بإدارة العمليات القتالية، وتسخين الجبهات النائمة في الشمال، وانتشال الأوضاع المتردية في المحافظات المحررة، ومحاربة الفساد وصنع مقاومة جادة في المحافظات الشمالية.
لكن الذهاب في توتير الأوضاع في المناطق المحررة، واستفزاز سكانها بمختلف الإجراءات التعسفية، ومنها محاولة عقد مجلس النواب المنتهية ولايته بل والمنقسم، وعدم الاعتراف بالواقع الجديد يعني إطالة الحرب، ويصب ذلك في خدمة الانقلابيين ويضع المناطق المحررة في حالة توتر مستمر.