العربية والمواقف الثلاثة.. أجندة مريبة تستهدف الجنوب وتخدم إرهاب الإصلاح
أثارت التغطية الإعلامية لفضائية "العربية" والقناة المنبثقة عنها "الحدث"، للأحداث التي تجري مؤخراً الكثير من الجدل، وتكشف نوعاً من التناقض، ما بين رفض سعودي رسمي لممارسات جماعة الإخوان، مقابل دعم مباشر لسياسات حزب الإصلاح التابع للجماعة الإرهابية.
فعلى جبهة الضالع مثلاً، تُسطر القوات الجنوبية بطولات كبيرة في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، بينما تصر قناة "العربية" على نسب هذه الانتصارات لما تسميهم "الجيش الوطني"، وهو مصطلح ابتدعه حزب الإصلاح، من أجل مصادرة أي تقدم عسكري يتحقّق في جبهات القتال.
ويضم هذا الجيش العديد من الفصائل التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، تنفّذ تعليماته وسياساته ويجني من وراء ذلك أموالاً طائلة، بينما أغلب هذه الفصائل جمّدت القتال أمام الحوثيين، ضمن تقارب وثيق بين الإخوان والمليشيات الموالية لإيران.
في واقعة أخرى، لم تكن تغطية "العربية" لواقعة استشهاد العميد منير اليافعي (أبو اليمامة) قائد قوات الدعم والإسناد على قدر الحدث، بل تعاملت مع الأمر بما وصفه نشطاء ومتابعون بـ"سطحية شديدة"، أثارت نوعاً من الغضب ضد مواقف القناة مما يدور على الأرض.
لم تكتفِ القناتان بذلك، بل تسبقان ألوية الدعم والإسناد بمصطلح "ما تُسمى"، في محاولة للتصوير بأنّها غير معترف بها أو تصويرها ككيانٍ غير شرعي، في تناسٍ واضح وصريح للدور العظيم الذي تلعبه الألوية في مكافحة الإرهاب.
تغاضي "العربية" و"الحدث" عن التعاطي المستحق مع استشهاد اليافعي تناغم مع موقف حزب الإصلاح في هذا الصدد، الذي أظهر شماتةً في استشهاد أبو اليمامة، بل واصل كذلك في تحريضه على الجنوب، في سياسة إرهابية إخوانية غير مستغربة.
الواقعة الثالثة في الأيام الأخيرة ربما كانت الأكثر جذباً للأنظار، إذ بثّت قناة العربية مؤخراً لقطات ادعت أنّها لاعتداء قوات جنوبية على شماليين يُقيمون في عدن، بينما كانت الحقيقة أنّ الصور تعود إلى زمن علي عبد الله صالح أثناء ممارسة قواته تعذيباً بشعاً ضد ناشطين جنوبيين
يُستخلص من هذه المواقف الثلاثة، أنّ القناتين تنهب انتصارات الجنوبيين لصالح "فصائل ومصطلحات إخوانية"، وتقلِّل وتُسطِّح من بطولات "أبو اليمامة"، وتتهم الجنوبيين بجرائم ارتكبت أساساً ضدهم، وهو ما يتناغم كلياً مع سياسات حزب الإصلاح.
وعلى الرغم من أنّ السعودية تقف وفق مواقفها المعلنة والرسمية ضد جماعة الإخوان وأفرعها في مختلف الدول، إلا أنّ أجندة قناتيها "العربية والحدث" أثارت الكثير من اللغط إزاء دعمٍ مباشر لحزب الإصلاح، على الرغم من الجهود الكبيرة للقوات الجنوبية إلى جوار التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية.