قراءة في الكذب الإخواني.. الجنوب بين الترحيل اللازم والتهجيرالمزعوم
يعرف العالم معنى التهجير القسري، هو ذلك الفعل المُجرَّم دولياً، ترتكبه فئةٌ ما، نظامية أو مليشياوية، تطرد أصحاب الأرض من أرضهم، تصادر الهوية من ملاكها، تنزع من ذوي الحق حق الحياة على ترابهم، لكن هكذا المفهوم، واضح العيان والتبيان، يحمل معنى مختلفاً في قاموس حزب الإصلاح.
في خضم الحوادث الإرهابية التي استهدفت الجنوب نهاية الأسبوع الماضي، وارتكبها مربع الموت الدامي، ممثلاً في مليشيا الحوثي وتنظيما داعش والقاعدة برعاية وتنسيق إخواني وتمويل قطري، بات من المنطقي على سلطات الدولة أن تتخذ إجراءات تحمي أمنها القومي.
من بين هذه الإجراءات، هو مواجهة انتشار عدد من العناصر في العاصمة عدن على وجه التحديد، هوياتهم مجهولة ويُشكِّلون تحدياً أمنياً ويستلزم التصدي لها، لكن معسكر الشر الإخواني كان له رأي آخر.
فسر حزب الإصلاح هذه الدعوات الجنوبية بأنها تهجير قسري، في تلاعب واضح وصريح بالمصطلحات ضمن محاور الحرب النفسية، رغم أنّ العناصر مجهولي الهوية ومثيرة الريبة والاشتباه الذين يطالب جنوبيون بإخراجهم ليسوا أصحاب أرض وليسوا من "طينة الجنوب".
ولعل المتابعين للشأن الدولي يدركون حجم تحركات دول كثيرة بينها قوى عظمى لمواجهة الهجرة ومخاطرها وتحدياتها، وباتت تُقدِم على خطوات من شأنها ترحيل من ترى أنهم يشكلون خطراً على أمنها وتفرض كذلك إجراءات مشددة لضبط منظومة الهجرة، ما يعني أن إقدام الجنوب على تطهير أرضه أمرٌ متعارفٌ عليه.
عددٌ من مجهولوا الهوية المتواجدون في عدن يمثلون تحدياً كبيراً ويمتهنون مهناً غير أساسية، كما أن التحديات الأمنية الراهنة ووضع العاصمة جغرافياً (من حيث المساحة) يثير أيضاً مزيداً من التحديات.
وفي خضم الأعداد الكبيرة الموجودة في الساحات من قبل مجهولوا الهوية، يصبح من السهل على الجماعات المعادية للجنوب أن تشن هجماتها الإرهابية، وما "هجمات الخميس" عن ذلك ببعيد.
وفي دليل على ذلك، تباهت المليشيات الحوثية التي شنت هجوماً على معسكر الجلاء بمديرية البريقة غربي عدن، وظهر متحدثها العسكري يكيل المديح لجماعات ساعدت الانقلابيين في هجومها الإرهابي، ما يعني أنّ ترك الحبل على الغارب ينذر بمزيد من الحوادث الإرهابية.
المليشيات الموالية لإيران تنشر بعض عناصرها في مناطق الجنوب، بغية استخدامها في أعمال إرهابية تخريبية.
وبالحديث عن "الإصلاح"، فإن حزب الجماعة الإرهابية يلعب الدور الشيطاني في هذا الإطار، حيث حاول على مدار الأيام الماضية أن يُغيِّر من حقيقة المشهد ويتلاعب بحقيقة الأمور، مدعياً أن الدعوات الجنوبية تعتبر محاولة للتهجير القسري، وذلك على نحو يغالط الواقع والمنطق.
ويحاول "الإصلاح" من جرَّاء ذلك بلبلة الأمور من خلال خطابات تحريضية تقوم على بث روح الكراهية وتُغيِّر الأمور عن حقيقتها.