معاداة وتهميش واتهامات باطلة.. ماذا تريد الشرعية من أبناء الجنوب؟
رأي المشهد العربي
يواجه أبناء محافظات الجنوب حرباً شرسة ليس بطلها فقط المليشيات الحوثية التي تسعى لاستعادة تواجدها في المناطق المحررة من جديد، ولكن يقودها أيضاً بعض قيادات الشرعية والذين ينتمي أغلبهم إلى حزب الإصلاح، فبدءاً من التهميش ومروراً بالمعاداة ونهاية بتوجيه الاتهامات تسير علاقة الشرعية بأبناء الجنوب على هذا النحو من أجل إحباط محاولات استعادة الدولة.
تمارس الشرعية في محافظات الجنوب تهميشاً مقصوداً لأبناء تلك المحافظات داخل المناصب الإدارية، بل أنها ترى أن هؤلاء ليس من حقهم أن يكونوا ممثلين في الإدارات التابعة لهم، وتسبب ذلك في زيادة معدلات البطالة وفق آخر إحصائيات رسمية العام قبل الماضي، لتصل إلى 50% من دون أن تبحث الشرعية أي حلول لاستيعاب الطاقات المهدرة، ومن دون أن تفكر أساسا في التعامل مع الأزمات الاقتصادية التي تعانيها محافظات الجنوب .
السطو على أراضي أبناء الجنوب من قبل أذرع الشرعية شكل نموذجاً صريحاً للمعاداة الواضحة تجاه أبناء الجنوب، ولم تتوقف عند هذا إذ أنها قامت بين الحين والأخر على زرع بذور الفتنة بين أبناء الجنوب وبين مناطقهم، في محاولة لأن يستمر الجنوب من دون استقرار أوضاعه.
معاداة الشرعية لشعب بأكمله يعد فشل ذريع بالنسبة إليها، فهي تقف حلقة في زور أي محاولة للتطور يقدم عليها أبناء الجنوب، وتكون الحجج بأن تلك المحاولات صادرة من جهات غير رسمية من وجهة نظرها، رغم أن تلك المحاولات التنموية التي يقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في كثير من الأحيان تكون معبرة عن أبناء الجنوب وتطلعاتهم، باعتبارها المكون الرسمي الأكثر فاعلية على أرض الواقع.
في صيف هذا العام بدا أن الشرعية تعمدت أن تعاقب أبناء الجنوب بعد أن عاشت غالبية المحافظات من دون كهرباء في طقس حار للغاية، وتعاملت مع تلك الأزمات بمنطق الانتهازية ففي ببعض المواقف لجأ تابعين إليها لرفع مطالب المواطنين أملاً في الحصول على رضاهم، ولكن أبناء الجنوب فضحوا تلك المخططات سريعا، وظهر ذلك في التظاهرات التي خرجت في حضرموت مرات عدة خلال الأسبوع الماضي.
لم تتوقف أذرع الإصلاح داخل الشرعية على هذا الحد بل أنها وجهت اتهامات باطلة لأبناء عدن تتهمهم ظلماً وبهتانا بارتكاب انتهاكات إنسانية في الوقت الذي تمارس هي نفسها جميع أنواع البطش والانتهاك بحق أبناء الجنوب الذين تعتبرهم أعداء وليسوا أصحاب حق.
جميع تلك الوقائع تبرهن على أن الشرعية لا تريد لأبناء الجنوب أن يتمكنوا من السيطرة على محافظاتهم لتظل هي الحاكم والآمر والناهي وفقاً لمصالحها ورغبات المكونات السياسية داخلها والتي يأتي على رأسها الإصلاح، بالطبع تسعى الشرعية لان تبقى الأوضاع في الجنوب في توتر دائم وأن ذلك يدعم بقائها مسيطرة على المناصب الإدارية أطول فترة ممكنة.