الحديدة.. تبدلت الأسماء والمناصب وبقيت الخروقات الحوثية مستمرة
منذ أن وقعت الحكومة اليمنية على اتفاق ستوكهولم قبل نهاية العام الجاري مع المليشيات الحوثية، ولم تتوقف الخروقات الحوثية لذلك الاتفاق إلى الدرجة التي يصعب معها حصرها بعد أن تخطت الآلاف، وبقى أن هذا هو التطور الوحيد الذي ظل ثابتاً منذ توقيع الاتفاق، فيما تبدلت العديد من الأسماء والمناصب سواء من جهة الحكومة أو الأمم المتحدة.
حين يدخل اتفاق السويد شهره الثامن يكون قد حدث تغيرين هامين على مستوى الشخصيات التي تقود مفاوضات إعادة الانتشار في الحديدة، أولها ترك الجنرال مايكل لوليسغارد منصبه كرئيس للجنة الانتشار في الحديدة، كما ترك اللواء صغير بن عزيز رئيس فريق الحكومة لنتقل لينتقل إلى قيادة العمليات المشتركة في الحديدة.
ولا يعول الكثيرين على تلك التغييرات في أن تحدث خرقاً للاتفاق الذي انتهي ومات بسبب مراوغات المليشيات الحوثية التي ترفض تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع بل وتستمر في عملياتها الإرهابية بحق المواطنين هناك، وتصر على السيطرة على الموانئ الثلاث لتتحكم في عملية تهريب الأسلحة والأموال إليها.
قد يكون وجود اللواء صغير بن عزيز على رئيس قيادة العمليات المشتركة مؤثراً على مستوى العمليات العسكرية لكنه غير كافي في ظل تخاذل الشرعية وأذرعها الموالين للإصلاح مع المليشيات الحوثية، وبالتالي فإن الأمر بحاجة إلى استعداد عسكري أكبر من ذلك مع فض نهائي للاتفاق الموقع لتكون العمليات العسكرية هي الحل الأوحد لإنهاء الوجود الحوثي في الساحل الغربي.
بلغت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة بتعيين رئيس جديد لفريقها في لجنة إعادة الانتشار بالحديدة، غربي اليمن، وبعث بمذكرة لمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تبلغه بتعيين اللواء الركن محمد مصلح حميد عيضة رئيسا لفريق الحكومة خلفا للواء صغير بن عزيز.
ويشغل “عيضة” منصب نائب رئيس جهاز الأمن القومي، بالإضافة لعمله كعضو في فريق الحكومة قبل أن يتولى رئاسة الفريق، خلفاً للواء بن عزيز الذي عينه الرئيس هادي قائداً للعمليات المشتركة في القوات المسلحة اليمنية.
ويأتي القرار بعد أسابيع من انتهاء مهمة رئيس اللجنة الأممية الجنرال الدنماركي “مايكل لوليسغارد”، الذي غادر اليمن لتولي منصب رئيس الأركان في بلاده.
وعقب سبعة أشهر من إعلان اتفاق ستوكهولم فشلت الأمم المتحدة في تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة، أو تنفيذ تبادل الأسرى حسب اتفاق السويد في ديسمبر من العام 2018م.
وتستمر المليشيات الحوثية في عمليات حشد المقاتلين إلى مناطق متفرقة بالحديدة، إذأقدمت، اليوم الاثنين، على الدفع بتعزيزات كبيرة نحو مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة بالتزامن مع قصف مكثف على مواقع القوات المشتركة ومنازل المواطنين في مناطق متفرقة من المديرية.
وقال مصدر عسكري ميداني إن المليشيات شنت قصف هو الأعنف مستخدمة القذائف المدفعية ومختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة صوب مواقع القوات المشتركة شرق المديرية وشمالها .
واستهدفت المليشيات خلال قصفها العنيف أسواق شعبية في مديرية حيس ومنازل المواطنين ، مما سبب حالة من الهلع والخوف في أوساط المواطنين لاسيما النساء والأطفال بعد تساقط عشرات المقذوفات بالقرب من منازلهم .
يذكر أن المليشيات شنت منذ بدء الهدنة الأممية عدة محاولات للتسلل واختراق باءت جميعها بالفشل في إطار سعيها لاستعادة السيطرة على المديرية الواقعة جنوب الحديدة والتي سيطرت عليها القوات المشتركة في وقت سابق .
فيما قصفت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، اليوم الإثنين، مواقع القوات المشتركة المتمركزة في شرق مدينة الصالح بالحديدة، وأفادت مصادر عسكرية، أن مليشيات الحوثي قصفت مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح بمدينة الحديدة.
وأضافت المصادر، أن المليشيات الحوثية استهدفت مواقع متفرقة للقوات المشتركة في ذات المنطقة بسلاح البيكا وبالأسلحة الرشاشة المتوسطة بشكل مكثف، مشيرة إلى قيام المليشيات الحوثية الانقلابية بعمليات قنص استهدفت جنود القوات المشتركة .
ولفتت المصادر، إلى أن عمليات القصف والاستهداف الحوثية تزامنت مع قيام المليشيا بحفر الخنادق وبناء متاريس جديدة والدفع بتعزيزات كبيرة تتضمن آليات عسكرية تحمل مسلحين مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة داخل مدينة الحديدة في إطار تصعيدها العسكري الواسع .