مليشيا الحوثي غطاء ساتر لجرائم الإصلاح في الجنوب
رأي المشهد العربي
فك المجلس الانتقالي الجنوبي ألغاز حادث استهداف معسكر الجلاء في العاصمة عدن، والذي وقع الخميس الماضي، بعد أن أشار إلى أن الإصلاح هو من خطط لتلك الجريمة وحاول على مدار ثلاثة أشهر إسقاط العاصمة عدن بيده قبل أن تدعي مليشيا الحوثي مسؤوليتها عن الحادث الإرهابي.
منذ أن وقعت الهجمات المتتالية على العاصمة عدن يومي الخميس والجمعة واستهداف أكثر من نقطة أمنية، بدا أن هناك جهات أخرى بعيدة عن المليشيات الحوثية خططت ودعمت وشاركت في تلك الهجمات، وحملت تلك الحوادث بصمات حزب الإصلاح والجماعات الإرهابية على رأسها تنظيمي داعش والقاعدة.
وبالتالي فإن استمرار التحقيقات التي أجراها المجلس الانتقالي الجنوبي لمدة خمسة أيام تقريباً كان يستهدف التعامل الدقيق مع الجهات المنفذة، بعد أن أضحى واضحا أن المليشيات الحوثية التي تواجه الجنوب عسكرياً بشكل علني تمثل غطاءً ساتراً لجملة من المخططات والمؤامرات والعمليات الإرهابية التي ينخرط فيها حزب الإصلاح بشكل سري.
قيام المليشيات الحوثية بهذا الدور يخدمها ويخدم عناصر الإصلاح، لأسباب عدة، أولها أن وقوع خسائر فادحة في تلك الحوادث يبرهن على قوتها في حين أنها تلقى هزيمة نكراء في مواجهة القوات الجنوبية بالضالع، كما أنها تبرهن لممولها الرئيسي طهران أنها مازالت قادرة على إلحاق الضرر بمحافظات الجنوب.
هذا بالنسبة للمليشيات الحوثية، أما الإصلاح فهو المستفيد الأكبر من هذا الدور، لأن وجوده في الخفاء يعد مطلباً أساسياً بالنسبة للعناصر الإخوانية في الشرعية، والتي تتولى المناصب الإدارية في محافظات الجنوب حتى الآن، ما يجعل الإصلاح قادراً على ارتكاب جرائمه الإرهابية من دون أن يشكل ذلك حرجاً بالنسبة إليها، ويضمن استمرارها في مناصب بل ويضمن هيمنة الإصلاح على الشرعية.
وكذلك فإن تخفي الإصلاح يجعل من دفة هجوم الرأي العام والإعلام وأبواق الإخوان في قطر وتركيا وغيرها تتحول باتجاه مهاجمة المليشيات الحوثية المنبوذة بالأساس من الجميع في الجنوب في الوقت الذي يكون فيه تنسيقاً مباشراً بين الطرفين لا يتضرر منه الإصلاح ويضمن استمراره في مؤامراته الخفية.
تلك الخطة كشفها هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقده المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، بتأكيده على أن حزب الإصلاح خطط منذ 3 أشهر لإسقاط عدن بيده، وأن مليشيات الحوثي هم من ادعى أنهم من نفذوا العملية الإرهابية على معسكر الجلاء الخميس الماضي.
وتمكن بن بريك من جمع معلومات استخباراتية أوضحت أن حزب الإصلاح كان يخطط لإسقاط عدن بيده مشيرا إلى إن المعلومات كانت متوفرة منذ 3 أشهر، وقال إن عملية التفجير كانت نقطة الصفر لانطلاق عملية السيطرة على عدن لكنها فشلت.
واتهم بن بريك الحوثيين بتنفيذ العملية بالتعاون مع أطراف أخرى موضحا أن جهات متعاونة مع الحوثي رفعت كشفا بأسماء الحاضرين من القيادات وأن الكشف تضمن جميع الأسماء الحاضرة، وأن الصاروخ انطلق من شمال عدن، ولم يتم التعرف فيما إذا كان من مناطق سيطرة الحوثيين أم لا.