سرطان فساد الإصلاح ينخر في محور تعز.. نكشف القصة الكاملة بالأسماء
تفاقمت حدة الخلافات بشكل ملحوظ بين قائد محور تعز سمير الصبري وقائد اللواء 170 دفاع جوي عبد العزيز المجيدي، فيما بيّنت المعلومات التي حصل عليها "المشهد العربي" عن حجم هائل من الفساد، تورّط فيه حزب الإصلاح الإخواني.
فبعد البرقيات التي اتهم فيها المجيدي قائد المحور بمحاولة اغتياله الأسبوع الماضي، بدأت القضية تأخذ بعداً قبلياً، ودخلت قبائل شرعب التي ينتمي إليها المجيدي على خط المواجهة مع قائد محور تعز المحسوب على جماعة الإخوان الإرهابية.
قيادات عسكرية وأمنية وجهات قبلية واجتماعية من أبناء شرعب وجَّهت رسالةً شديدة اللهجة إلى قائد محور تعز على خلفية ما يتعرض له قائد اللواء 170 دفاع جوي، قالت فيها إنّ دعم قائد المحور لما يتعرض له المجيدي يأتي كمحاولة منه لثني المجيدي عن عدم فتح ملف نهب الدعم المالي لمعركة تحرير تعز، معتبرةً أنّ اصطفاف قائد المحور إلى جانب العناصر التي حاولت اغتيال المجيدي يعد تطوراً خطيراً.
وحملت الرسالة تحذيراً من أبناء شرعب لقيادة المحور إزاء ما يتعرض له المجيدي قائلةً إنّ ما يحدث لا يساعدهم على تحمُّل الصبر إزاء الإستفزازات المتكررة من قبل هذه العناصر، ودعت ذات العناصر إلى إعادة التفكير قبل إقدامهم على ارتكاب أي حماقات وأنّها سوف ترتد وبالًص عليهم.
وفي إشارة واضحة لمليشيا "الإصلاح"، اعتبرت الرسالة أنَّ أي تهوُّر ترتكبه هذه العناصر يقود المدينة برمتها إلى الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية.
يأتي هذا فيما كشف مصدر عسكري بـ"المشهد العربي"، تصاعد حدة الخلافات بين المجيدي وبين قائد المحور اللواء سمير الحاج ومستشار المحور القيادي الإخواني عبده فرحان سالم وذلك عقب فشل معركة تحرير تعز الأخيرة التي رصد لها أكثر من خمسة مليارات ريال.
وأضاف المصدر أنَّ هذه المبالغ تمَّت تصفيتها من قبل المحور بأسماء الألوية، منها مبالغ كبيرة باسم اللواء 170 دفاع جوي دون أن يستلم ريالاً منها، مرجعاً أسباب فشل المعركة الأخيرة إلى إيكال قيادة المعارك ميدانياً لمدرسين حصلوا على رتب عسكرية وفقاً لمبدأ الولاء والطاعة وسماع التعليمات والأوامر القادمة من مقر حزب الإصلاح.
المصدر لم يستبعد أن يكون قرار تصفية قائد اللواء 170 قد اتخذ فعلياً بين قائد المحور سمير الحاج ومستشاره عبده فرحان سالم بعد رفض المجيدي صفقة فساد المحور، إضافةً إلى عمليات فساد أخرى تمارسها مليشيا الإصلاح داخل قيادة المحور.
وكشف المصدر أنّ المجيدي وجَّه قبيل تعرُّضه لعملية الاغتيال، رسالةً شديدة اللهجة إلى قائد محور تعز أكّد فيها وجود مشكلات إدارية كثيرة في قيادة المحور، تسبَّبت في تعطيل الجبهات من قبل المقاتلين، مبيناً أنّ "مافيا الفساد" تشكّلت في محور تعز واستلمت شعبة تجنيد الأفراد وشعبة القوى البشرية وبخاصةً بعد وصول مرتبات الجيش إلى قيادة المحور تعز.
وقال المجيدي - في رسالته: "من هنا بدأ الفساد الإداري ولخبطة الكشوفات ورفع كشف الجرحى بدون مقابلتهم وبشكل عشوائي والقيام بمنح أرقام مجندين للضباط والصف والأفراد".
وأضاف: "بهذه العشوائية، تمّ حصر أكثر من 1500 رقم مكرر تم منحها للجرحى بشكل عشوائي، وتم التلاعب بهذه الأرقام من قبل شعبة التجنيد وشعبة القوى البشرية، وبعدها تم تبديل الأسماء وإسقاط أسماء من هم في الجبهات من العسكريين القدامى، وإضافة أسماء من هم في الخارج ومن هم في مناطق الحوثي، والدليل على ذلك حينما اكتشفوا بأن أغلب الشهداء والجرحى والمتواجدين بالمواقع والجبهات لم تطلع لهم مرتبات".
وأشار المجيدي إلى أنّ الرد من الإدارة حينها أنّهم سيعالجون الأمر وسيتم رفع كشف ملحق وكان عدد كشف الملحق لا يتجاوز 400 فرد، موضحاً أنّ المسرحية بدأت من هنا حيث تمدد العدد من 400 إلى 4000 فرد وضابط، وأغلبهم لم يكونوا متواجدين في الجبهات ولا حتى في مناطق المقاومة.
كما كشف المجيدي في رسالته أنّه تمّت التضحية بكبش الفداء ركن القوة البشرية للمحور العقيد فؤاد شمسان حين تم اكتشاف اللعبة، حيث اتهم بالتلاعب بالكشوفات وبيع الأرقام لصالح أطراف معينة، وتمّ إقالته من العمل وتكليف العقيد نجيب راوح ليبدأ مسلسلاً جديداً، أبطاله العقيد أحمد السفياني رئيس شعبة التجنيد ومندوب محور تعز، والعقيد نجيب راوح ركن القوة البشرية للمحور، والنقيب معاذ الشميري مدير مكتب قائد المحور.
واعتبرت الرسالة أنَّ هؤلاء سبب كل الفساد الحاصل في إدارة القوة البشرية في محور تعز وسبب ضياع وسقوط مرتبات الشهداء والجرحى.
وحسب الرسالة، تمّ اللعب بكشوفات الأفراد في المالية ونقل 800 فرد من كشوفات المالية إلى كشف الملحق ليتم التلاعب بالمبلغ، كما أكدت أن جميع ألوية تعز لا يوجد لديها بلاغ نشر بأفرادها الذين تم تجنيدهم وذلك من أجل التلاعب بالأرقام العسكرية المصروفة.
وتساءلت الرسالة عن مصير أرقام الشهداء الذين صرف لهم 7000 رقم عسكري، منوهة أن هذه الأرقام تباع وتشترى، وأن الأرقام العسكرية تستبدل من شخص إلى شخص آخر، إضافة إلى أن الرقم العسكري الواحد له ثلاثة أو أربعة أسماء.
المجيدي تساءل أيضًا عن مصير رواتب الجنود، وقال إنّ راتب الجندي 60 ألف ريال يتعرض للاستقطاع غير القانوني من قبل المحور ليصير راتب الجندي 54 ألف ريال.
وأوضح أنّ راتب شهر يناير 2018 لمحور تعز بالكامل لم يصرف حتى الآن، وتمّت مصادرته من قبل قيادة المحور، وكذلك راتب "يونيو" للمجندين، وعددهم 4000، والملحق العسكريين وعددهم 4200.