معركة كرامة في ساحة شهداء.. الجنوب بين انتفاضة الشعب وإرهاب الإصلاح
رأي المشهد العربي
"لبى الشعب نداء الوطن، حضرت الجماهير الغفيرة من كل حدب وصوب، هتفت لنصرة الأرض والوطن والهوية وثأراً لدماء أبطالها الشهداء".
العاصمة عدن كانت اليوم الأربعاء على موعد مع حشد مهيب، تلبية لنداء الوطن ودفاعاً عن أمنه وتوديعاً وتشييعاً لجثامين أبطاله الشهداء الذين ارتقوا يوم الخميس الماضي، في هجوم إرهابي غادر.
حشود الشعب الغاضب توجهت صوب قصر معاشيق بغية تحرير الأرض واسترداد الكرامة وتحريراً للوطن من كيد الكائدين، لكن موتاً وعدواناً كان في انتظارهم هناك.
في محيط القصر، لم تسمح ألوية الحرس الرئاسي للشعب أن يستنفر غضبه سلمياً، واعتدت على الحناجر التي صدح صوتها عالياً.
القوات التي يسيطر عليها "ناصر" نجل الرئيس عبد ربه منصور هادي المقرب من تنظيم القاعدة، والتي يملك حزب الإصلاح نفوذاً كبيراً بها، شنَّت اعتداءات غاشمة على المحتشدين السلميين، فارتقى خمسة شهداء وأصيب آخرون.
مصادر ميدانية كشفت لـ"المشهد العربي" عن إطلاق الألوية الرئاسية نيراناً كثيفة وبشكل عشوائي على المتظاهرين ما أدى إلى سقوط الضحايا.
كما انضم إلى الهبة الشعبية أيضاً مئات من الضباط والجنود في تطورات درامية شديدة التأثير.
قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي دعت أبناء الشعب الجنوبي والقوات الجنوبية للتحرك لحماية المتظاهرين السلميين بعد سقوط شهداء على يد مسلحي حزب الإصلاح في معاشيق.
كما دعا نائب رئيس المجلس الشيخ هاني بن بريك كافة القوات الجنوبية إلى النفير العام والزحف لقصر معاشيق، بعد التعرض للمتظاهرين.
نفير "الانتقالي" جاء تحركاً سريعاً وحاسماً لذلك التعهد الذي قطعه على نفسه بأن أي اعتداء على الشعب الجنوبي سيُقابل بردعٍ، يده حديدية.
ولعل الردع المنتظر في المرحلة الراهنة يقوم في المقام الرئيسي على استئصال وجود حزب الإصلاح سواء في الألوية الرئاسية أو غيرها، فذراع جماعة الإخوان الإرهابية يكيل المكائد ويستهدف بث الفتنة وضرب الاستقرار في الجنوب.