مقاتلات مُسيّرة ضد السعودية.. أهداف نفسية في هجمات الجو الحوثية
تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية، استهداف المملكة العربية السعودية بهجمات إرهابية تستخدم فيها طائرة بدون طيار "مُسيرة"، ما يثير الكثير من التساؤلات والتحديات بشأن مستقبل الحرب.
التحالف العربي أعلن قبل يومين، اعتراض وإسقاط نحو 11 طائرةً مسيرة أطلقتها مليشيا الحوثي باتجاه مطارات مدنية جنوبي السعودية.
وقال الناطق باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي إنَّ قوات الدفاع الجوي السعودي تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرات بدون طيار مسيرة أطلقتها المليشيات الحوثية باتجاه مطارات مدنية بالمملكة.
وأضاف أنَّ وحشية المحاولات الحوثية الإرهابية لاستهداف المطارات والمسافرين من مواطنين ومقيمين تعد جرائم حرب، مشيراً إلى أن عدد الانتهاكات التي مارستها المليشيات في الحديدة خلال الفترة الأخيرة وصل لـ6646 انتهاكاً.
وأكَّد "المتحدث" استمرار التحالف في تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد المليشيات الحوثية لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
الفترة الأخيرة شهدت توسعاً حوثياً في شن الهجمات باستخدام الطائرات المسيرة على أهدافٍ مدنية في الداخل السعودي، ضمن ممارسات إرهابية تُنصَّف ضمن جرائم الحرب.
الطائرات الحوثية تحاكي الصواريخ المسيرة، تصل إلى نقطة محددة بواسطة جي بي إس، ولا توجد حالياً وسائل لاعتراضها، حسبما كشف مؤلف كتاب "الطائرات المسيرة تقلع" بول جيرمونبريز.
وتنفجر الطائرات حين تبلغ نقطتها، وأولى هذه النماذج كانت طائرات في2 الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، وكان لها اتجاه ومسافة محددان ثم تسقط أو تنفجر، ولم يكن ممكناً اعتراضها بواسطة الذبذبات، وعلى الرغم أنّها كانت أجهزة بدائية لكنها سجّلت فاعلة كبيرة.
ويعتمد هذا التهديد الخاطف على جهاز صغير وبسيط يمكن استخدامه بسهولة، ويستدعي إمكانات هائلة للتصدي له، وهي مهمة شبه مستحيلة، بحسب معلومات استخباراتية فرنسية.
ويصدر عن التحالف العربي بشكل شبه يومي بيانات عن إسقاط طائرات مسيرة مصدرها الحوثيون.
وسبق أن أعلن التحالف أنّ الحرس الثوري ومليشيا حزب الله يقدمان المشورة للحوثيين في ما يتعلق باستخدام الطائرات المسيرة وغيرها من الخبرات الفنية.
وتزايد استخدام إيران أو حلفائها في المنطقة للطائرات المسيرة هو استراتيجية تهدف إلى التصدي للضغوط الدولية المفروضة عليها بسبب سياساتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وبدأت إيران تطوير طائرات دون طيار منذ ثمانينات القرن الماضي، وبدأ العمل جزئياً لأنّ طهران كانت تخضع لحظر أسلحة مختلف، وقواتها الجوية أصبحت قديمة، واحتفظت لنفسها بهذه الطائرات إلى أن وجدت الفرصة لتطير بها في المنطقة.
تحليلياً، يرى خبراء عسكريون أنّ المليشيات الحوثية تحمل أهدافاً نفسية من جرّاء هذه الهجمات بتلك الأدوات البسيطة قليلة الدقّة والنجاعة قياساً بما بلغته صناعة السلاح من تطور تكنولوجي، نفسي بالأساس.
وتحاول المليشيات زرع الشك لدى السعوديين بشأن قدرة بلدهم على حماية مجاله وأمن مواطنيه وسلامة منشآته ومؤسساته من جهة، وبالتالي محاولة خلق رأي عام داخلي سعودي مضادّ للحرب.
في الوقت نفسه، تحاول مليشيا الحوثي توجيه رسالة إلى عناصرها والموالين لها لزرع الثقة في نفوسهم وإقناعهم بالقدرة على مواجهة التحالف والذهاب في ذلك إلى أبعد مدى.
الدعاية الحوثية تبدأ من ادّعاء تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية محلّيا، وهو أمر مستحيل في ظلّ الوضع الراهن وافتقاد اليمن للمواد الأولية والخبرات العلمية والتكنولوجية والبنية الصناعية اللازمة لصناعة السلاح.