استدعاء قلق الميّت.. كيف تجاهلت الأمم المتحدة إرهاب الإصلاح في عدن؟
عشر سنوات قضى بان كي مون أميناً عاماً للأمم المتحدة ثم رحل عن هذا المنصب الرفيع، وبعدها غادر الدنيا كليةً، لكنّه ترك إرثاً حافظت عليه المنظمة الدولية، وهو الإعراب عن القلق، فظلّت تثير الجدل الريبة.
اعتداءات مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، ممثلةً في عناصره في الألوية الرئاسية، اليوم الأربعاء على المتظاهرين أثناء تشييع جثامين شهداء معسكر الجلاء، سطَّرت جانباً جديداً من إقفال الأمم المتحدة أعينها عن الحقيقة كاملةً.
المبعوث الأممي مارتن جريفيث أصدر بياناً بشأن أحداث عدن، قال فيه: "أنا قلق للغاية من التصعيد العسكري اليوم في عدن، بما في ذلك التقارير حول اشتباكات بالقرب من القصر الرئاسي، كما أني قلق جداً من الخطابات الداعية الى اعمال العنف ضد مؤسسات يمنية".
وأضاف: "أدعو الأطراف المعنية إلى وقف العنف والانخراط في حوار لحلّ الخلافات، كما أحثّ جميع أصحاب النفوذ على التدخّل لوقف التصعيد، وضمان سلامة المدنيين".
بيانٌ بعبارات سطحية لم يرتقِ إلى أهمية الحدث، واكتفى بالإعراب عن القلق إزاء ما شهدته عدن من جرائم ضد الجنوب، لكنّه لم يتطرق لا من قريب أو من بعيد إلى الدماء التي سالت من طرف نافذ في الشرعية، وهو حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية، عبر فصائله الإجرامية في الألوية الرئاسية.
تصرفات الأمم المتحدة، ممثلةً في مبعوثها مارتن جريفيث، تثير الكثير من الجدل والريبة، وتبرهن أنّ المنظمة لا ترى إلا ملف الحديدة، وتعتبره نقطة الحسم الوحيدة فيما آلت إليه الأمور، وهو ما يتضح في سعيها الدؤوب إلى انتصار سياسي حتى وإن كانت أركانه غير حاضرة.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أنّ الملف الذي تعيره المنظمة اهتماماً لا يزال يراوح مكانه ولم يحقّق أي نجاحات، بل ظلّت الأمم المتحدة ملتزمة الصمت المريب أمام الخروقات المتواصلة لمليشيا الحوثي الانقلابية التي أجهضت فرص إحلال السلام.
في المقابل، تتعامل الأمم المتحدة مع القضية الجنوبية بما وصفه نشطاء بأنّه "برود دبلوماسي"، متعمّدةً على ما يبدو إغفال النظر إلى عديد الجرائم التي ترتكب في الشعب من قِبل فصائل إرهابية متسترة بغطاء الشرعية.