سلاح الشرعية يظهر في وجه أبناء الجنوب ويختفي أمام الحوثي
رأي المشهد العربي
حينما أرادت الشرعية أن تخرج سلاحها، استخدمته في وجه أبناء الجنوب، بدلاً من توجيهه صوب المليشيات الحوثية التي تسيطر على عدد من محافظات الشمال من دون أن تضايقها أو تقترب منها، في خطوة تبرهن على أن الشرعية أضحت غير مؤتمنة على الأمانة التي حملها التحالف العربي الذي قدم كل ما باستطاعته لإنهاء الانقلاب الحوثي.
بالنظر للأوضاع الحالية فإن رغبة الشرعية في احتلال محافظات الجنوب والعبث بأمنها يأتي على رأس أولوياتها، وأن السعي باتجاه الحرب الأهلية بين محافظات الشمال والجنوب هو الهدف الأول بالنسبة إليها، ما يحولها لحكومة تحكمها الرغبة في السيطرة المناطقية وليس إدارة أزماتها في بلد يعاني من انقلاب عناصر إيرانية على سلطته التي كانت قائمة من قبل.
حينما تقصف الأسلحة الثقيلة التي بحوزة الشرعية المواطنين العزل في مديريات المعلا والتواهي وكريتر وخورمكسر ودارسعد، والذين كانوا سبباً بتضحياتهم في أن يكونوا على رأس تلك السلطة بعد أن حرروا العاصمة عدن، فإن ذلك يعني أن هناك ما يستدعي التدخل العاجل لإنهاء هذا الوضع، ترويع الآمنين واستهداف الأطفال والمدنيين هي جرائم تقدم على ارتكابها أذرع الإصلاح" مليشيا الإخوان " داخل الشرعية بدلاً من المليشيات الحوثية.
تحاول الشرعية أن تلقي بالكرة في ملعب المجلس الانتقالي الجنوبي وتحاول تحميله مسؤولية ما جرى غير أن الواقع يشير إلى غير ذلك، لأن أبناء الجنوب استخدموا أقصى درجات ضبط النفس بعد حادث استهداف معسكر الجلاء، مع إدراكهم الكامل بأن الجاني ليس المليشيات الحوثية فقط، وتأكدهم من أن الإصلاح هو الفاعل الخفي والحقيقي لذلك الحادث، غير أن استهداف مليشيا الإخوان للمدنيين تجلًى في الاعتداء على مُشيّعي جثامين الشهداء واستهداف المتظاهرين السلميين الذين انتفضوا سلمياً للدفاع عن وطنهم وأرضهم.
وبعدها قام مليشيا الإخوان بتنسيق مع الشرعية بنشر الأسلحة الثقيلة والمدرعات وسط المدنيين في الشوارع، إذ انتشرت دبابات اللواء 39 مدرع خارج اللواء، الذي يقع في معسكر بدر بمديرية خور مكسر، إلى جانب الدعم والتحشيد الذي تلقَّاه "الإصلاح" لدعم عناصره "مليشيا الإخوان" في العاصمة عدن بغية تصعيد الوضع العسكري بشكل أكبر في الفترة المقبلة، بل أنه قام بقصف منازل المواطنين بشكل عشوائي.
ما أقدم عليه الإصلاح - الذراع السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية في اليمن - في الأيام الماضية له دلالات عدة لابد أن يتوقف الجميع أمامها، أولها أن إقدامه على ارتكاب الجرائم بحق المديين تحت لواء الشرعية هدفه الأساسي التأكيد على أن شرعيته الزائفة في محافظات الجنوب، ومحاولته استعادة تواجده بعد أن نجح أبناء الجنوب في تحجيم عناصر مليشيا الإخوان التي ينبذها كل جنوبي على أرضه.
وكذلك فإن الإصلاح يتمادى في جرائمه في محاولة لأبعاد الاتهامات عنه باعتباره مسؤولاً عن تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة عدن ويصور للرأي العام على أنه الطرف الضعيف والمعتدي عليه في حين أنه من تسبب في تلك الأوضاع التي أضحت بحاجة إلى تطهير الجنوب من عناصر الشرعية الذين عاثوا فيه فساداً.
لا يمكن تجاهل الدور القطري والإيراني فيما يجري بتلك الأيام، لأن التصعيد الإخواني الذي ظهر فجأة واحدة من دون مقدمات ومن دون أن يستعيد أولاً المحافظات التي فقدها في الشمال، يبرهن على أن هناك توجيه دولي مقصود، يستهدف أساساً تخفيف الضغوطات العسكرية على المليشيات الحوثية في الضالع، بجانب أن التواجد الإصلاحي في الجنوب يضمن أيضاً وجود العناصر المدعومة من إيران في وقت يتحالف فيه الطرفين ضد محافظات الجنوب والتحالف العربي أيضاً.