هبّة الجنوب.. مياه راكدة تحرّكت وملفات مغلقة فُتِحت
رأي المشهد العربي
بقدر ما كان استشهاد العميد منير اليافعي قائد ألوية الدعم والإسناد برفقة زملائه الأبطال في "هجمات الخميس" الغادرة مؤلماً للجنوبيين، لكنّها حرّك المياه الراكدة وفتح ملفات ظلّ مغلقة لفترات طويلة.
استشهاد "الأبطال" كان دافعاً لأن يتحرك الشعب الجنوبي بغية الدفاع عن أرضه ووطنه وأمنه، لكنّ التحرُّك اصطدم بعدوانٍ وإرهابٍ مُورٍس من قبل حزب الإصلاح الإخواني، ومليشياته المنضوية تحت لواء الشرعية، وبالأخص منها قوات الحماية الرئاسية.
وعلى الرغم من الاعتداءات الإخوانية المروِّعة ضد المدنيين إلا أنّ تُزيد الجنوبيين عزيمةً وإصراراً وتقرِّب بشكل كبير للغاية من تحقيق الحلم المنشود منذ زمن بعيد وهو فك الارتباط واستعادة دولةٍ، عانت ولا تزال من إرهاب "إخوان الشرعية"، شر معاناة.
وبينما اتبع "الإصلاح" آلة قمع حادة ضد السلميين الآمنين، بغية إثارة الرعب في قلوبهم ووأد التحركات التي تستهدف الإطاحة بنفوذه الإخواني، إلا أنّ حزب الجماعة الإرهابية اصطدم بالحقيقة الراسخة وهي بسالة جنويبة حرّكت المياه الراكدة ودبّت الآمال في القلوب نحو تحقيق الحلم المنشود.
في الوقت نفسه، فإنّ الإرهاب الذي يُمارسه "الإصلاح" جعل الخناق يضيق عليه بشكل كبير للغاية وربما يكون غير مسبوق، وهو ما اتضح في بوادر تحركات أمريكية في هذا الصدد.
بحسب مصادر سياسية مطلعة، فإنّ الإدارة الأمريكية طلبت توضيحات من "الشرعية" حول مشاركة عناصر إرهابية بحزب الإصلاح، ضمن قوات الحكومة.
واشنطن طلبت توضيحات بشكلٍ خاص عن لؤي الزامكي و٧٦ آخرين من عناصر القاعدة وداعش إلى جانبها في الحرب الدائرة حالياً.
التحرُّك الأمريكي، وإن كان لا يزال في خطوته الأولى، إلا أنّه يحمل أهميةً بالغةً على صعيد وضع الأمور في نصابها الصحيح، وفتح ملفات ظلّت مغلقةً لمدة طويلة، فاقمت الإرهاب الإخواني انتشاراً، وتحديداً في أرض الجنوب.
كل هذه التطورات التي تتزامن مع بطولات تُسطِّرها القوات الجنوبية ضد إرهاب "مليشيا الإخوان" رغم تحليها بضبط النفس إلى أقصى درجة، وهو ما يُزيد الآمال نحو ذلك الحلم الكبير.. استعادة الدولة.