بحثاً عن استعادة النفوذ.. عويل قيادات الإصلاح على الشرعية لا ينقطع
منذ أن تحررت محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية في العام، حلت قيادات الإصلاح الممثلين في الشرعية محلها لتصبح المسيطرة على الجانب الإداري من خلال وجودهم على رأس الوزارات وكذلك إدارتهم للمحافظات بعد أن عينت الشرعية البعض منهم كمحافظين، غير أنهم على مدار السنوات الماضية سعوا بكل الطرق لأن يرتكبوا جرائمهم خلف الشرعية.
مع مرور هذه السنوات لم يسعى قيادات الإصلاح في الشرعية لتطوير أداء محافظات الجنوب، بل على العكس كانوا دائما ما يقدمون على إثارة المشكلات تنفيذاً لتوجيهات قياداتهم العليا في قطر وإيران، لا يوجد موقف إيجابي لإي قيادة تابعة للشرعية جميع المواقف التي قاموا باتخاذهم تصب في خانة المصلحة الحزبية وليس المصلحة العامة لأبناء الجنوب.
منذ أن تولوا قيادات الشرعية مناصبهم يئن أبناء الجنوب من غياب الخدمات وصعوبة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وانقطاع المياة والكهرباء وارتفاع معدلات البطالة وضعف السيطرة الأمنية، لكنهم بدلاً من أن يبحثوا عن حلول لتلك المشكلات وقعوا كالمتفرجين شاهدين على تفاقهما، وحين يتدخل أحد من المجلس الانتقالي الجنوبي أو من دولة الإمارات العربية المتحدة للتعامل مع تلك المشكلات الحياتية يكون الاتهام الجاهز الرغبة في "الانقلاب على الشرعية".
أضاع قيادات الإصلاح من حيث لا يدروا وضع الشرعية في محافظات الجنوب، فالحكومة الشرعية لا وجود لها في أي مكان، ودائما ما يقتصر ظهورها حين يرون أن المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يحقق إنجازات لم يتمكنوا من تحقيقها بالرغم من الإمكانيات المتوفرة لهم، إذ يقومون بتوجيه الاتهامات إليه وتكون حجتهم أنه "غير شرعي"، في حين أنه الممثل الشرعي الوحيد عن أبناء الجنوب، بينما يلفظهم الجميع.
عويل قيادات الشرعية الآن والذي ظهر في غالبية تصريحات قيادات الحكومة التي انفجروا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن حققت القوات الجنوبية انتصاراتها في عدن، تبرهن على أن الهدف الأساسي ليس الشرعية بقدر ما رغبة في استعادة النفوذ بعد أن أدركوا جيداً أنهم فقدوه ومن الصعب أن يستعيدوه مرة أخرى.