الرسالة الإيرانية وتواطؤ الشرعية.. درس الجنوب الذي لم يفهمه أعداؤه
رأي المشهد العربي
لم تكتفِ إيران بالنفوذ التي تملكها في مناطق سيطرة ذراعها الإرهابية (المليشيات الحوثية) لكنها عمدت إلى تعزيز نفوذ الانقلابيين، ممثلة هذه المرة في الجنوب.
هذا التوجُّه الإيراني ظهر في لقاء ما يسمى المرشد الإيراني علي خامنئي مع وفد حوثي، حرص خلاله الزعيم الإيراني على نقل رسالة مباشرة للانقلابيين، شملت ما أسماها "ضرورة المحافظة على الوحدة".
رسالة إيرانية فضحت الكم الهائل من العداء الذي ينصب النظام الحاكم في طهران للجنوب، إذ يستهدف من جراء ذلك فرض نفوذ حوثي في الجنوب، لتوسيع دائرة البوصلة التي يهاجم بها من يُصنِّفهم في خانة "الأعداء".
ما تضمن من اللقاء كذلك يؤكد ما لم يكن في حاجة إلى تأكيد، وهو الاحتضان الإيراني الكامل للمليشيات الحوثية، واستخدام هذه الذراع التي يستلزم قطعها في تحقيق مصالحها وأجندتها في المنطقة.
اللافت أيضاً في خضم هذه التطورات أن هذا التدخل الإيراني فيما يفترض أنه لا يعنيها لم يُقابَل بأن تسمع ما لا يرضيها من قِبل الحكومة الشرعية، لكن هذه الأخيرة اتبعت صمتاً مريباً.
هذا الصمت من "الشرعية" - المخترَقة من قِبل حزب الإصلاح الإخواني - يكشف عن تقاطع أجندتهم مع الأجندة الحوثية الإيرانية، إذ تكالبوا جميعاً ضد الجنوب ونصبوا له العداء.
ويبدو أن كلا المعسكرين (الحوثي / الإيراني - إخوان الشرعية) لم يفهما الدرس جيداً، فالأول ردعته القوات المسلحة الجنوبية في 2015، والثاني لا يزال يلملم آثار انتكاسته في أغسطس الجاري، وقد كان الدرس قوياً لمن يضع الجنوب في دائرة أهدافه، متناسياً أن للجنوب شعباً إرادته لا تلين وقوةً لا تقهر.