هاشتاج قطر ليست منا يتصدر تويتر
دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، هاشتاج بعنوان #قطر _ليست _منا، عقب انسلاخها عن محيطها العربي بقرارها إقامة قاعدة عسكرية تركية إضافية على أراضيها، واستقدام المزيد من القوات الأجنبية التي حولت الشعب القطري إلى رهينة للتشكيلات الأمنية الإيرانية والتركية، المعلنة وغير المعلنة.
وتفاعل النشطاء والسياسيين مع الهاشتاج حيث انتقد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة افتتاح قاعدة تركية جديدة في قطر، مؤكدا أن الأقنعة سقطت بعدما ألمح مقال منشور في جريدة تركية إلى أنهم يعتبرون الخطر والعدو هو المملكة العربية السعودية الشقيقة، معتبرا أن هذه الخطوة توضح أن «قطر ليست منا».
وكتب الوزير في تغريدة في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: مقال في جريدة «حرية» التركية يشير إلى افتتاح قاعدة طارق بن زياد التركية في الدوحة، ويذكر «البحر من ورائكم والعدو من أمامكم»، ويلمح إلى أن الخطر والعدو هو المملكة العربية السعودية! لم يبق قناع لم يسقط، وواضح أن «قطر ليست منا».
من جانبه انتقد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي د. أنور قرقاش الخطوة القطرية أيضا، وغرد قائلا: «بينما تعزز الإمارات العلاقات الاستراتيجية مع الأشقاء في السعودية ومصر ومنظورها إحياء الأمن العربي، يبتكرون معنى مسخ للسيادة بعودة احتلال فارق قبل 100 عام، وعويل كاهن سياستهم يعبر عن خيبة فشل مشروع التفرقة بين الأشقاء، اختاروا مسارهم وأدركوا تكلفته وخطورته».
واستخدم الضابط التركي هذه العبارة في سياق ملتوٍ، وبمضمون اغترابي عن العلاقات التاريخية التي تربط شعوب الخليج العربي، فعمل على استخدام العقلية التركية والمنظار التركي العنصري والأحادي في تعريف الترابط التاريخي في المنطقة، وهذه من ثمرات فتح تنظيم الحمدين الباب على مصراعيه لتحويل قطر إلى كيان أجنبي منسلخ عن ثقافته وتاريخه، بدون أن يدرك أن قطر ليست ملكية شخصية للتنظيم الحاكم، وأن مصير البلاد ليس رهينة لسياسات كيدية يديرها رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم، حيث لم يسبق لبلد ذي سيادة تخلص من احتلال ثم طلب راجياً عودته بعد أكثر من مئة عام على رحيله، ودون قراءة التاريخ واستنباط الدروس مما حدث، فالاحتلال التركي ترك القطريين لمصيرهم عام 1913، ورحل ضمن اتفاقية تنازل فيها عن إمارة قطر، بدون ثمن، في صفقة معروفة، إلا أن المحيط الاجتماعي الخليجي استوعب الحالة القطرية في ذلك الحين، ولم يتركها معزولة تواجه العزلة والانسلاخ عن محيطها.
وما تفعله قطر هذه الأيام ليس مجرد استعادة لاحتلال استخدمهم في صفقة رخيصة، ولن يتوانى عن فعل ذلك مجدداً حين تستكمل تركيا تحويل الدوحة إلى ورقة في ملفاتها الإقليمية والدولية المتهاوية، من الغاز في البحر المتوسط مروراً بهزائم فصائلها في سوريا وليبيا، وسقوط أذرعها في مصر والسودان، وحتى مطامعها في وسط آسيا. وما يقوم به تنظيم الحمدين من جمع بين المتناقضات على الطريقة التركية لن يفلح في هذه المنطقة، مهما انسلخ النظام القطري عن عمقه الخليجي والعربي.
فاللعب التركي على المتناقضات بين روسيا وأمريكا تكلفه الكثير من أوراقه هنا وهناك، ولن يكون يوماً بعيداً حين تكون قطر إحدى أوراق تركيا للتفاوض عليها في لعبة التناقضات التي تديرها. قبل توسيع الوجود العسكري التركي والإيراني غير المعلن عنه، كان يقال إن سيادة قطر على المحك. أما اليوم، فلا سيادة ولا استقلال. فتنظيم الحمدين وضع قطر تحت وصاية الاحتلال، ليس فقط للاستعانة بهذا الاحتلال ضد دول الجوار، بل ضد الشعب القطري نفسه.