القصف الحوثي لا يتوقف.. أهالي الحديدة يواجهون انعكاسات الفراغ الأممي

الأحد 18 أغسطس 2019 00:03:16
testus -US

انعكس الفراغ الذي تركته الأمم المتحدة في أزمة الحديدة على أوضاع المدنيين في العديد من مديريات الساحل الغربي، إذ وجدت المليشيات الحوثية غياب التركيز الدولي على الأوضاع بالحديدة فرصة لتصعيد عملياتها العسكرية بعد أن غابت جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث وترك لوليسغارد لمنصبه كرئيس للجنة إعادة الانتشار من دون أن يحل آخر مكانه منذ نهاية الشهر المنقضي.

ويرى مراقبون أن المليشيات الحوثية وجدت في الحديدة جبهة ملائمة تعوض فيها خسائرها التي تلقتها في الضالع، وأن القصف الهستيري له أهداف إقليمية أيضاً ترتبط بإيران التي تحاول أن تستمر في تهديدها للملاحة البحرية بالبحر الأحمر، وأن ذلك لا يمكن أن يحدث من دون سيطرة حوثية على موانئ الساحل الغربي المطلعة على البحر الأحمر، كما أن الحديدة تعد الملجأ الأخير للعناصر الإيرانية حيث يأتي إليها تهريبات المال القطري اللازم لارتكاب العمليات الإرهابية.

واستهدفت مليشيات الحوثي اليوم السبت، مواقع القوات المشتركة، في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة، وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن مليشيات الحوثي قصفت مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح بمدينة الحديدة بقذائف مدفعية الهاون الثقيل.

فيما قصفت مليشيات الحوثي بمختلف أنواع الأسلحة مواقع القوات المشتركة في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، فيما اقتحمت مليشيات الحوثي دار المعالي لإيواء الأيتام في مديرية المراوعة شرق مدينة الحديدة وأجبروا عشرات الأطفال الأيتام على مغادرتها.

وكشفت مصادر محلية، أمس الجمعة أن القيادي الحوثي المدعو أبو المجد ياسر المروني، ومعه المتحوث مدير مديرية المراوعة المدعو أدهم ثوابة، اقتحما الدار مع مليشياتهم وأقروا تحويل الدار والمدرسة التابعة لها لعقد الدورات الطائفية للمغرر بهم من المجندين الجدد.

وأضافت المصادر أن إدارة الدار اضطرت لإخلائها من الأيتام خوفاً على سلامتهم بعد أن أصبح مسلحو الحوثي ومشرفيهم يسيطرون عليه، بشكل دائم واستخدامه لأغراض خاصة بهم ، وأصبح الأيتام اليوم بلا مأوى أو سكن.

فيما استهدفت مليشيات الحوثي مساء أمس الجمعة مواقع القوات المشتركة المرابطة في منطقة الفازة الساحلية التابعة لمديرية التحيتا بمختلف الأسلحة الثقيلة، وأكدت مصادر ميدانية أن مواقع القوات المشتركة في الفازة تعرضت لقصف مدفعي هو الأعنف خلال هذا الأسبوع من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران .

يأتي ذلك في الوقت الذي أقدمت فيه المليشيات الحوثية على الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، نحو مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، وذلك بعد أن حشدت، أمس الأول الخميس، مقاتلين وتعزيزات ضخمة، تتضمن آليات تحمل مئات العناصر الحوثية باتجاه منطقة الجبلية.

وتعطلت أعمال اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار وفريق المراقبين الدوليين في اليمن للأسبوع الثالث على التوالي بسبب استقالة كبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد، ومغادرته اليمن حيث سيتولى رئاسة أركان القوات المسلحة في هولندا، وعدم رد الميليشيا على المقترحات الأممية بشأن الإدارة المشتركة لمدينة وموانئ الحديدة وتبعية قوات الأمن المحلية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية نقلاً على لسان مصادر حكومية، فإن الاتفاق الخاص بتنفيذ اتفاق استوكهولم والذي اعتمد في آخر اجتماع للجنة تنسيق إعادة الانتشار لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد حل إشكالية إدارة المحافظة وقوات الأمن المحلية وعائدات الموانئ وأن الميليشيا لا تزال ترفض المقترحات التي قدمها المبعوث الدولي بشأن إدارة مشتركة ثلاثية، كما أن مغادرة كبير المراقبين وعدم قدرة الأمم المتحدة على تسمية بديل له عطل فعلياً عمل اللجنة.