قراءة في العلاقات الإيرانية - الحوثية.. تبجُّح بالإرهاب في وضح النهار

الأحد 18 أغسطس 2019 23:07:32
testus -US

لا تزال زيارة وفد مليشيا الحوثي الانقلابية إلى طهران، ولقاؤه الأول مع المرشد علي خامنئي يلقي بظلاله على قراءة التطورات الجارية على المشهد، ودور طهران في الكم الهائل من العبث الذي غرق فيه اليمن.

زيارة الوفد الحوثي "العلنية" إلى طهران، قالت صحيفة الخليج، إنّها تعد دليلاً جديداً بأنّ المليشيات مجرد ذيل للنظام الإيراني في جنوب شبه الجزيرة العربية، يأتمرون بأوامره، ويتلقون منه التوجيهات، مقابل دعم عسكري ومالي تم إثباته في المنظمات الأممية، إضافة إلى غطاء دبلوماسي ومساندة إعلامية.

في هذا السياق، جاء الحديث عن دور حزب الله، إذ كشفت مصادر سياسية أنّه نصح قادة الحوثيين بضرورة توجيه رسالة من زعيم الحوثيين إلى المرشد الأعلى في إيران تظهر له التبعية والولاء، متكفلة بالترتيب والتنسيق بأن يحظى وفد الحوثي برئاسة الناطق باسمها محمد عبد السلام، بلقاء مع المرشد خامنئي، وقد حظيت الزيارة بتغطية خاصة، واحتفى بها الإعلام الإيراني بشكل غير مسبوق.

الصحيفة أشارت إلى أنّه خلافاً للمزاعم الحوثية عن عدم تبعية الحركة لإيران وأنها حليف لها، حرصت طهران على استثمار زيارة وفد الحوثي سياسياً وإعلامياً بشكل يظهر تبعية الحوثيين لها، وكون الجماعة تعد ذراعاً أخرى من أذرعها في المنطقة.

ويمكن القول إنَّ عمالة المليشيات لإيران انتقلت من مرحلة التستر إلى مرحلة العلن، بعد أن أعلن ناطق الحوثيين محمد عبد السلام مبايعة مرشد إيران مذهبياً، ما يعني التخلي عن المذهب الزيدي وتبني الاثني عشرية، وهو المذهب الرسمي في إيران والمنصوص عليه في الدستور، وبذلك الشكل ظهرت حركة الحوثي بأنها مجرد ذراع إيرانية في اليمن، كما هو حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق.

وإيران هي الممول الرئيسي للمليشيات الحوثية، حيث تقدم لها الدعم المادي والعسكري والفني والاستشاري، ويتولى الناطق باسم الحركة محمد عبدالسلام مسؤولية إدارة ملف التنسيق بينهما بشكل كامل؛ حيث يعد هو المهندس لعمليات التنسيق والتواصل وتلقي الدعم.

وكانت المليشيات قد أعلنت - أمس السبت - تعيين سفير لها في إيران، في إشارة إلى اعتراف طهران بالانقلابيين، وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تغريدة على "تويتر" إنّ ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى أصدر قراراً بتعيين إبراهيم الديلمي سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى إيران.

والأربعاء الماضي، أكّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أنّ اللقاء الذي جمع قيادات من المليشيات بالمرشد الإيراني دليل يثبت أنّ الحوثيين يعملون كوكلاء لطهران.

وقال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لطالما بحثت العلاقات بين الحوثيين وإيران على تسمية مناسبة، وهو ما أصبح أكثر وضوحاً بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".

إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح والمستشارين منذ اندلاع الحرب في صيف 2014، وتواصل تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين بالمخالفة للقرارات الأممية.