ترهُّلات ما قبل الانهيار.. كيف تتعامل الشرعية مع التحالف؟
أظهرت التطورات الأخيرة في العاصمة عدن، والخناق الذي ضاق على مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، المخترِق للحكومة، كماً هائلاً من "الوهن" الذي أصاب معسكر الشرعية.
لم تقتصر نتائج البطولات الجنوبية التي تحقّقت مؤخراً على الصعيدين السياسي والعسكري وفضْح مؤامرات "الإصلاح" بل كشف كذلك عن التنافض الكبير للغاية في تعامل "إخوان الشرعية" مع الكثير من المعطيات، ومن ذلك مع التحالف العربي.
بمتابعة الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي للحكومة، يُلحَظ تناقضٌ جلي، فهي تارةً تستعطف التحالف العربي لإنقاذ وضعها المترهّل وحماية ما تدعيه "الشرعية" بينما يتستر "الإصلاح" وراء هذه العباءة للحفاظ على مصالحه وتنفيذ أهدافه القائمة على أجندة إرهابية متطرفة.
ظهرت هذه "الاستمالة"، أو ما يطلق عليه كثيرٌ من النشطاء "العويل"، من قِبل إخوان الشرعية على الصعيدين الرسمي ممثلاً بالوزراء الموالين للإصلاح أو حتى إعلامياً، إذ كرّس الحزب كثيراً من عناصره لإنقاذ "الشرعية"، مستخدماً عبارات واهية تقوم على ترويج الإدعاءات والأكاذيب عن الجنوب.
لكن في المقابل، ظهرت أصواتٌ في الشرعية تحرِّض على التحالف، ولا أدل على ذلك مما قاله عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، عندما زعم أنّ اليمنيين فقدوا ثقتهم في التحالف العربي، وأنّ الشرعية لا تزال تملك الكثير من الخيارات.
وزير الخارجية سابقًا في حكومة هادي قال إنّ على التحالف أن يدرك حجم ما حدث في عدن، كما هدّد بعواقب كبيرة في الفترة المقبلة.
بقدر ما فُسِّرت هذه التصريحات على أنّها محاولةٌ إخوانية ابتزاز من قِبل "الشرعية"، لكنّها في الوقت نفسه كشفت عن حجم التناقض في خطابات "الشرعية" التي تعاني من تفكّكاً جعل الحديث عن انهيارها مسألة وقت ليس أكثر.
كما أنّ إقدام الشرعية على ابتزاز التحالف أيضاً تجسّد في تعليق وزارة الخارجية عملها في العاصمة عدن، في خطوة تصعيدية من قِبل الحكومة على الرغم من جهود السعودية للتهدئة وتجاوب القيادة السياسية الجنوبية، ممثلةً بالمجلس الانتقالي معها.
والسبب الرئيسي في الوهن الشديد في جسد الشرعية المتهالك هو تعرّضها للاختراق من قِبل حزب الإصلاح الذي حوّلها إلى أوكار إرهابية تعمل على تحقيق مصالحه وتعزيز نفوذه، حسبما كشف تقرير أمني أمريكي "مُسرَّب".