الجرائم الحوثية والاعتراف المنقوص.. لماذا يصر المجتمع الدولي على الصمت القاتل؟
من جديد، انهالت التأكيدات والاعترافات من قِبل المجتمع الدولي على الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية بدعمٍ مباشر وصريح من إيران، دون أن يتم اتخاذ إجراءات فعلية لوقف كل هذا العبث، القائم منذ اندلاع الحرب في صيف 2014.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال خلال كلمته في جلسة مجلس الأمن في نيويورك، إنّ إيران تواصل نشر الإرهاب وإثارة الاضطرابات في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن، محذراً مما يترتب على ذلك من عواقب إنسانية مدمرة.
بومبيو أضاف أنّ بلاده تعمل بشكل وثيق مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث لإحلال السلام، مجدِّداً مطالبة بلاده لإيران بوقف تزويد مليشيا الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة من دون طيار.
وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة أطلقت جهوداً مكثفة لحماية الملاحة البحرية في الخليج إثر الاعتداءات ضد السفن وناقلات النفط، وإذ لاحظ أنّ إيران تواصل توسيع برنامجها النووي وانتهاك القرارات الدولية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية للجم هذا الخطر.
وخلال الجلسة أيضاً، أكّدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أرسولا مولر أنّ الوكالات الإنسانية تعاني من استمرار تدخلات الحوثيين في عمل المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرتهم وكذا فرضها قيوداً هائلة على تلك المنظمات.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى عرقلة الحوثيين لأكثر من 100 مشروع إنساني في مناطق سيطرتهم لا تزال تنتظر موافقتهم، كما فرضوا أكثر من 50 توجيهاً رسمياً لعقود توزيع المساعدات.
وأضافت أنّ اليمن ما يزال يُشكِّل أكبر تحدٍ لعمل الوكالات الإنسانية إلا أنه بالإمكان تجنيب ملايين الأطفال من سوء التغذية.
كما ندّد المبعوث الأممي مارتن جريفيث بالهجمات المتواصلة للحوثيين على المنشآت المدنية في السعودية، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة الإسراع في حل الأزمة.
وقال جريفيث: "المجتمع الدولي متفق على ضرورة وضع حد للأزمة اليمنية، ونحن ملتزمون بحوار جامع يحل كل خلافات الأزمة اليمنية".
ولفت إلى أن كافة الجهود التي بذلت لحل الأزمة اليمنية باءت بالفشل، معتبرا أن اتفاق ستوكهولم حول الحديدة مهم لكن لا يمكنه حل كل الأزمة اليمنية، ولكنه ساهم في خفض العنف ومعالجة الأوضاع الإنسانية، مبيناً أنه قدم اقتراحات لطرفي النزاع في اليمن بشأن الحديدة، متوقعا الرد عليه في 25 أغسطس الجاري.
كل هذه التأكيدات غير الجديدة على مسامع الملايين، لم تستدعِ - على الأقل حتى الآن - تدخلاً حاسماً من قِبل المجتمع الدولي لوقف الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الحوثي، بدعمٍ وتنسيق شامل مع إيران.
وبعد خمس سنوات من الحرب العبثية، لم يعد من المقبول استمرار الصمت الأممي على الجرائم التي يرتكبها الانقلابيون على أكثر من صعيد، وهو دورٌ أممي مأمول لانتشال المدنيين (أو من تبقّى منهم) من براثن الحرب الحوثية.