يوزّع..!
محمد العولقي
* أينما يممت وجهك هذه الأيام، في الشوارع أو الأزقة، في المقاهي أو الملاعب، ستلتقط أذناك مفردة (يوزّع)، وهي مفردة يلوكها لسان الصغير والكبير معا..
* غريبة وعجيبة، هذه المفردة نسمعها يوميا في الوصف التحليلي للمعلق (رؤوف خليف)، ومع ذلك لم تثر ضجيجا داخل كل بيت إلا عن طريق كوميديان بدوي، يخلط بين الجد والهزل بطريقة فيها الكثير من التبكيت والتنكيت وخفة الظل..
* خذوا مثلا: هناك جمعيات مشبوهة (توزع) المساعدات عن طريق مندوبين، ربع هذه المساعدات تذهب إلى محتاجين، وثلاثة أرباعها تباع للمواطن المطحون في السوق السوداء، ترى كم مندوبا (يوزع) تلك المساعدات على تجار الطمع والجشع؟
* نحن شعب نرزح تحت تأثير ثقافة (يوزع)، فهذه إدارات مكاتب وزارة التربية والتعليم تعتنق بدعة (البديل)، فتوزع على المدارس بدلاء أميين غير مؤهلين، فتكون شريكا أساسيا في (توزيع) الجهل والأمية والتخلف إلى كل بيت، أليست ثقافة (يوزع) هي بيت القصيد ومحور التعاطي مع العصيد..؟
* ستجد مفردة (يوزع) أمامك وخلفك في عدن، فقراصنة الأراضي وسماسرة المساحات بسطوا على المتنفسات ووزعوها في المزاد على ما يشتهي الوزان، أما مسؤولو حمران العيون يا عيني عليها فقد اكتفوا من الغنيمة بتوزيع ما تيسر من الأراضي على الأهل والخلان، وهو سلوك غرضه الانتصار لمبدأ حاميها حراميها..
* ألم يأن الوقت ليوزع فيه السياسيون السلام الدائم، في ظل وضع جديد يعيش فيه كل طرف على الجنب الذي يريحه..؟