الشرعية وتناسي الحوثيين.. كيف أثبتت انتصارات الجنوب أجندة الإصلاح المزيفة؟

الجمعة 23 أغسطس 2019 18:15:41
testus -US

لم تعد الحرب على المليشيات الحوثية الانقلابية مُدرجة على أجندة الحكومة الشرعية، إذ باتت هذه الأخيرة تنصب العداء للجنوب فقط وتكيل لشعبه المؤامرات.

ففي الوقت الذي تمكَّن فيه حزب الإصلاح من اختراق "الشرعية" فاستطاع أن يحولها عملها لصالح خدمة أجندته المتطرفة، ومع الخسائر التي مُنِي بها إخوان الشرعية أمام الجنوبيين سياسياً وعسكرياً فقد افتضح أمر هذه المؤامرات أكثر.

ويُلحظ في خطاب الشرعية خلال الفترة الأخيرة أن هذا المعسكر (المُختَرَق إخوانياً) أن لهجتها السياسية والإعلامية لم تعد تعبأ بالحوثيين والخطر الهائل الذي يحمله هذا الفصيل الإرهابي، لكن اللهجتين تركّزان على معاداة الجنوب ووضعه في بؤرة الاستهداف.

تناسي "الشرعية" وإغفالها للحرب مع الحوثيين أمرٌ يتّسق في الأساس مع علاقات التقارب المريبة بين "الإصلاح" والمليشيات الانقلابية، وهي علاقة توصف على قطاع واسع بأنّها سيئة السمعة، وقد فُضِح أمرها كثيراً وكثيراً.

علاقات التقارب تجلّت في تجميد "الإصلاح" للكثير من الجبهات التي تقاتل أمام الحوثيين بالإضافة إلى انسحابه من عديد المناطق الحيوية والاستراتيجية لصالح الانقلابيين، وهي علاقات يرعاها وينسِّقها نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ذلك الجنرال الإخواني المتورط في قضايا إرهابية.

كما أن هذا التقارب الحوثي - الإخواني طالت آثاره الجنوب أيضاً، إذ تحرَّك الجانبان سراً وعلناً لاستهداف الجنوب بعدما انهار "إخوان الشرعية" أمام بطولات القوات الجنوبية.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت النقاب عن صفقة عسكرية سرية عُقدت بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، يتم تنفيذها برعاية القطرية، تستهدف غرس بذور الإرهاب في الجنوب.

تتضمَّن الصفقة إخراج نحو 300 معتقل من سجون الحوثي ينتمون لحزب الإصلاح على دفعات وبشكل سري، مقابل تسهيلات عسكرية على شكل انسحاب عناصر الحزب بشكل منظم من بعض الجبهات، ووقف العمليات العسكرية تماماً في جبهات أخرى.

الصفقة التي ترعاها وتُنسِّقها الاستخبارات القطرية، تشمل كذلك الكشف عن مصير بعض قيادات حزب الإصلاح في مقدمتهم محمد قحطان، ومعلومات أخرى عن بعض المعتقلين المنتمين للحزب الإخواني.

ولم يجد "الإصلاح" في الأيام التي أعقبت انتكاسته بالعاصمة عدن في الأيام الماضية، إلى إتباع سياسة "الصراخ والعويل" بحثاً عن منقذ، فتدخّلت قطر على الفور لرعاية هذه الصفقة العسكرية السرية بين الجانبين من أجل إنقاذ أجنداتهم وسياساتهم التي تستهدف الجنوب.