هجوم الشرعية على الإمارات.. مؤامرة قطرية لخدمة المليشيات الحوثية
يأتي الهجوم الإعلامي الذي تشنه قيادات وزراء في حكومة الشرعية في خدمة المليشيات الحوثية، ولا يمكن الفصل بين هذا الهجوم وبين سيطرة الإصلاح على الشرعية، إذ أنها تنفذ سياسية قطرية باعتبارها الممول والداعم الرئيسي لها، وتأتي في إطار التعاون والتحالف الذي أضحى علنيا بين ذراع الإخوان في اليمن والمليشيات الحوثية.
يحاول الإصلاح الذي يهيمن على الشرعية أمنية إيرانية تتلخص في الوقيعة بين ذراعي التحالف العربي الرئيسيين وهما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي فإن النفخ في الشائعات ومحاولة إحداث حالة من الشد والجذب بين نخب البلدين، هي إستراتيجية لا تتوقف لكنها وجدت في أحداث عدن فرصة ملائمة للهجوم على دولة الإمارات.
كشفت الحملة الإعلامية الممنهجة التي طالت الإمارات العضو الفاعل في التحالف العربي بقيادة السعودية خلال الفترة الماضية، عن حالة التناغم بين الخطاب الإعلامي لقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان من جهة وإعلام الحكومة اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح من جهة أخرى.
وبحسب مصادر سياسية فإن الكثير من الوجوه التي اعتلت عتبة الإساءة الإعلامية للإمارات ظلت تتردد على الدوحة بشكل متواصل حتى في أعقاب المقاطعة التي أعلنتها الرباعية العربية لقطر، وأن الدولة الداعمة لحزب الإصلاح مولت تلك الشخصيات وأفسحت لها مساحات واسعة للظهور على قناة الجزيرة وغيرها من القنوات التابعة لها.
لم يعد خفياً الدعم المالي الكبير الذي تقدمه قطر عبر «الإخوان» في اليمن لمصلحة ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران في المنطقة، وبات هذا الدعم علنياً، خصوصاً عقب طرد قطر وفضح مخططاتها في إفشال جهود التحالف العربي الداعم للشرعية.
ولجأت قطر إلى استخدام الغطاء الإنساني من مساعدات إغاثية وتنموية كوسيلة لإيصال الأموال للميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية التي تمولها لضرب الاستقرار وإثارة الفوضى في المحافظات المحررة، ولعبت جمعية «الإصلاح الخيرية»، إحدى الجمعيات التابعة لـ«الإخوان»، حلقة وصل بين النظام القطري والإيراني، وبين الميليشيات الحوثية وقوى الإرهاب المرتبطة بـ «داعش» و«القاعدة».
وأعلنت قطر مؤخراً تقديم دعم سخي لمصلحة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019 بمبلغ قدره 27 مليون دولار أميركي، إلا أن هذا الدعم لا يصل إلى المتضررين، وإنما يتم استغلاله لأغراض أخرى متعلقة بدعم الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية.
وخلال الفترة الماضية، أبرمت جمعية «الإصلاح الخيرية» في اليمن اتفاقات مع ميليشيات الحوثي، تركزت على منح الانقلابيين مخصصات من المساعدات التي تقدمها من جمع التبرعات الداخلية والخارجية، وتحديداً الأموال القادمة من النظام القطري.
وبحسب صحيفة الاتحاد الإماراتية، فإن الجمعية تسلمت خلال الفترات الماضية ملايين الدولارات تحت غطاء العمل الإنساني والخيري، إلا أن ذلك الدعم كان بعيداً عن الرقابة والمتابعة والجهات التي تحصلت عليه، خصوصاً أن الجمعية وجمعيات ومؤسسات قطرية خصصت دعمها فقط لمصلحة المناطق الحوثية أو التي تشهد تحركات لعناصر إرهابية دون التوجه إلى مناطق المتضررين والنازحين والأشد فقراً.
وبحسب مراقبين فإن التنسيق القوي بين تنظيم الإخوان وأذرعه المتمثلة بـ «القاعدة» و«داعش» وبين ميليشيات الحوثي الإيرانية، وصل إلى درجات عالية، وهو ما كشفته العمليتين الإرهابيتين والمتزامنتين في عدن اللتين استهدفتا معسكر قوات «الحزام الأمني» ومركز شرطة «الشيخ عثمان» قبل أسابيع، وما تشهده حالياً تعز من توحيد جبهات القتال الحوثية و«الإخوانية» لضرب قوات الجيش في مناطق «الحجرية» و«التربة».
وبالتالي فإن حزب الإصلاح لا يرى ميليشيات الحوثي عدواً ولا تشكل تهديداً له، وهذا ما أكدته الجبهات القتالية «الإخوانية» المجمدة منذ سنوات والعلاقة الوطيدة والمترابطة بين الطرفين برعاية قطرية إيرانية، والتي باتت تؤكد أن الجانبين يتبادلان المنفعة فيما بينهما.