بثلاث خطوات حاسمة.. الإمارات تقطع ألسنة الشرعية الكاذبة
رأي المشهد العربي
اتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة ثلاث خطوات حاسمة لقطع ألسنة الشرعية الكاذبة التي تحاول الوقيعة بينها وبين المملكة العربية السعودية ضمن مخطط إصلاحي قطري يستهدف دعم إيران والتخفيف من الضغوطات التي تواجهها، عبر إعاقة التحالف العربي عن تحقيق مهامه في اليمن.
آخر هذه الخطوات ما أقدم عليه، اليوم الأحد، وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، بتأكيده على أن المملكة العربية السعودية هي من تقرر استمرار دور أبو ظبي ضمن قوات التحالف العربي من عدمه، وذلك ارتكاناً على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، وشدد على أن التحالف السعودي الإماراتي ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة.
الوزير الإماراتي أشار أيضاً إلى أن مشاركة الإمارات في عاصفة الحزم وضمن التحالف العربي جاءت استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين، وأن استمرار الإمارات في اليمن ضمن التحالف الذي تقوده السعودية الشقيقة مرتبط بهذه الدعوة"، متابعاً: "ارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولا وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي".
تصريحات قرقاش جاءت في وقتها تماما حيث أنها قطعت الطريق أمام الألسنة المغرضة التي تحدثت عن انسحاب دولة الإمارات من التحالف، كما أنها أنهت أي كلام من الممكن أن يروجه مرتزقة الإعلام القطري بشأن العلاقة مع المملكة العربية السعودية، وتعبر عن موقف إماراتي واضح من مستقبل اليمن الذي تشدد فيه على ضرورة استمرار التحالف السعودي الإماراتي وليس الانسحاب كما يدعي الكاذبين.
ثاني الخطوات التي أقدمت عليها أبو ظبي ارتبطت بزيارة الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى المملكة العربية السعودية في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والتي جاءت في توقيت بالغ الدقة في أثناء تطهير العاصمة عدن من الإرهاب.
تلك الزيارة هدفت بشكل أساسي إلى التأكيد على أن التحالف بين البلدين صامد وقوي وأفرزت عن أن هناك توافقاً بين البلدين على الحوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية، والتي حاولت إفساد ذلك التوافق برفضها الجلوس على طاولة الحوار في جدة، غير أن المهم أن اللقاء شهد التفاهم على الحوار بغض النظر عن موافقة الشرعية من عدمه.
أما ثالث هذه الخطوات فهي تعبر عن استراتيجية عامة لدولة الإمارات العربية المتحدة تترفع فيها عن الرد عن شائعات الإصلاح وقيادات الشرعية، لكنها تقدم على اتخاذ مواقف تثبت كذبها من دون أن تنخرط الجدال العقيم والمغرض والذي يستهدف جرها إلى الرد بما يؤدي إلى إفساد العلاقة مع المملكة العربية السعودية التي تتوافق مع دولة الإمارات وترفض هي الأخرى الانخراط في مثل هذا النوع من المهاترات.
خطوات دولة الإمارات العربية المتحدة تبرهن على أنها تتعامل مع الأزمة اليمنية من منطلق المصلحة الشعبية للمواطنين الذين يمنون النفس بإنهاء الانقلاب الحوثي ورحيل حكومة الشرعية التي يسيطر عليها الإصلاح، وهو ما يجعلها تتمسك بأهمية الحل السياسي والذي تتوافق فيه أيضاً مع المملكة العربية السعودية.