النخبة الشبوانية.. كابوس داعش والقاعدة تتأهب لدحر إرهاب الإصلاح
تلقى النخبة الشبوانية سمعة دولية جيدة السمعة في القضاء على التنظيمات الإرهابية والتعامل معها، إذ وصفها تقرير الخبراء الدوليين للعام الجاري بأنها من أنشط القوات في مكافحة الإرهاب في شبه الجزيرة العربية بالإضافة لقوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية، ما يجعلها أكثر استعداداً لدحر إرهاب الإصلاح الذي يتحالف مع القاعدة وداعش اللذان لقيا هزائم ساحقة على يد أبناء الجنوب.
وتقترب النخبة الشبوانية من تطهير شبوة بشكل نهائي من مليشيات الإصلاح بعد أن استطاعت خلال الساعات الماضية أكثر من محاولة إصلاحية للوصول إلى مدينة عتق، في ظل حصار محكم تحكمه على أطراف المدينة، مستفيدة بحشود أبناء الجنوب الذين انتفضوا لنصرة شبوة ضد مليشيات الشرعية.
تمتلك النخبة الشبوانية تاريخ حافل من الانجازات، بفعل التدريبات الشاقة التي تلقتها وأشرفت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة لدحر الإرهاب في المحافظات الجنوبية المحررة، وتمكنت خلال وقت قصير من تأمين محافظة شبوة، وطرد عناصر الإرهاب من كل المديريات.
كما تمكنت منذ تأسيسها في العام 2017، من تأمين المسافرين بين المديريات والمحافظات وسائر مناطق البلاد، وهو الأمر الذي أسهم في تثبيت الأمن والاستقرار في عموم شبوة، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على حياة الناس.
وبعد تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في 2016 ونجاح الحزام الأمني من تطهير محافظتي عدن ولحج من عناصر تنظيم داعش التي فرت إلى محافظة أبين مما استدعى عملية عسكرية مزدوجة للقضاء على العناصر الإرهابية في شبوة وأبين.
وتشكلت قوات النخبة الشبوانية حيث قامت تلك القوات بتأمين منشأة "الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المُسال" في بلحاف، وقد أشرف البنتاغون مع القوات الإماراتية على أوسع عملية ضمن مكافحة الإرهاب بإطلاق عملية (الجبال البيضاء) والتي انتهت بتطهير كافة مديريات محافظة شبوة.
تزامنت عمليات مكافحة الإرهاب مع عمليات موازية في تعقب تهريب المخدرات حيث شكلت محافظة شبوة واحدة من الممرات النشطة في تهريب وغسيل الأموال، إلا أن إحكام السيطرة على شبوة من خلال قوات النخبة نجح في تضييق الخناق على عصابات التهريب بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2019.
ويرى مراقبون أن قوات النخبة تنفذ عملاً وطنياً كبيراً، وتغامر برجالها وضباطها في سبيل أمن الجميع، تحديدا وأن شبوة صعبة المسالك الجغرافية، ومعقل حصين للجماعات المتطرفة، وتكون مهمة المواجهة مع هذه الجماعات مهمة محفوفة بالمخاطر والصعاب، وهذه المهمة هي ما تقوم بها النخبة الشبوانية التي أخذت على عاتقها تحمل المسئولية.
وفي وقت سابق من شهر مارس الماضي، أعلنت قوات النخبة الشبوانية تخرج دفعة جديدة من قواتها تضم أكثر من 1700 جندي بعد تلقيهم تدريبات عسكرية استمرت بضعة أشهر.
وأكدت أن قوات النخبة قامت بتأمين حدود محافظة شبوة أثناء العمليات ضد التنظيمات الإرهابية في محافظتي أبين وحضرموت المجاورتين لشبوة، وأن القوات انتشرت وسيطرت على مديرية الصعيد بالكامل، ووفرت الحماية للمنشآت النفطية من أي عمليات تخريبية.
ونجحت قوات النخبة الشبوانية في تنفيذ قرار منع حمل السلاح والتجول به داخل شبوة، وإحباط القوات 187 عملية تهريب أسلحة وذخائر، شملت ما يُقارب 40 ألف طلقة ذخائر متنوعة، و44 سلاح رشاش، و40 قنبلة، و30 قذيفة آر بي جي، ونحو 283 مخزن أسلحة وألف و407 أجزاء أسلحة.
وفي تصريحات سابقة للمقدم محمد البوحر قائد النخبة الشبوانية قبل نهاية العام المنقضي، أكد أن قواته استطاعت تطهير 15 مديرية في المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، والقضاء على جميع المظاهر المسلحة التي كانت منتشرة في السابق بالمحافظة التي تقع جنوب اليمن غرب حضرموت.
وأفاد البوحر، باستحالة عودة عناصر التنظيم الإرهابي لممارسة أنشطتهم الإرهابية في المحافظة بعد عمليات التضييق والملاحقة المستمرة لهم من قوات النخبة، مبيناً «قتل وأسر العشرات من أفراد التنظيم الإرهابي».
وتقع شبوة جنوب شرقي العاصمة عدن وتعتبر المحافظة الثالثة من حيث المساحة، حيث تبلغ أكثر من 42 ألف كم2، وتنقسم إلى 17 مديرية.
وتحدث قائد النخبة الشبوانية عن تأمين كامل السواحل البحرية المحاذية لشبوة، التي تمتد لأكثر من 300 كيلومتر، وكانت مسرحاً لعمليات تهريب خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى وجود ثلاث قواعد بحرية مجهزة بطوربيدات متقدمة لحماية الشواطئ، وجازماً بأن التهريب انتهى بنسبة 100%.