استمراراً للفشل..مليشيات الإخوان تُهمل سد مأرب التاريخي وعشرات الغرقى سنوياً (صور)

الاثنين 26 أغسطس 2019 21:26:00
testus -US

في مأساة جديدة يعيشها سد مأرب التاريخي، الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 3 آلاف عاما، شهد سد مأرب ارتفاع في عدد الغرقى خلال الفترات الماضية وسط تجاهل متعمد من قبل السلطة المحلية لمحافظة مأرب، المسيطر عليها مليشيات الإخوان ، وهو مايثير علامات استفهام كثيرة حول تغاضيها تجاه تزايد حالات الغرق.

وبحسب مواطنين في مأرب، لا يكاد يمر أسبوع واحد إلا وتشهد مأرب أكثر من حالة غرق في السد التاريخي والتحويلة المائية التابعة له.
ووفقا للمواطنين، فإن السبب الرئيسي في ارتفاع عدد الغرقى هو إهمال السلطة المحلية لهذه المعالم التاريخية والمناطق السياحية التي تلاقي إقبالا كبيرا للزوار في المناسبات والأعياد وغيرها من أيام العام.

وأكد المواطنون، أن إرتفاع حالات الغرق في السد يأتي بسبب غياب إرشادات السباحة وعدم وجود غواصين، موضحين أن كل حالات الغرق المتزايدة تحدث على مشهد ومسمع من سلطات الإخوان في المحافظة التي لاتهتم بالمشكلة من الأساس.

وأضاف المواطنون، أن حالات الغرق في مياه السد التاريخي والتحويلة المائية التابعة له ارتفعت بكثافة في الآونة الأخيرة، وسط تجاهل كبير من السلطة المحلية في المحافظة التي لم تحرك ساكنا، بالرغم من صدور تقارير وإحصائيات تؤكد أن أكثر من 80 حالة غرق في السد والتحويلة المائية شهدتها المحافظة خلال عام واحد فقط.

من جانبها، ذكرت مصادر محلية، أن السلطة المحلية في المحافظة لاتهتم بمشكلة غرق المواطنين، موضحة أنها لم تبادر بوضع حواجز السلامة حول محيط السد وتوفير فريق طبي يتواجد في المكان إلى جانب فرق إنقاذ في المكان الذي يعد مزارا يتوجه إليه عشرات الآلاف من المواطنين خلال أيام السنة.

وأكدت المصادر، أن تكرار حالات الغرق في سد مأرب، نتيجة لعدم وعي الزوار بخطورة الإقتراب من المياه ووضع إرشادات السلامة ، إضافة منع الزوار من الإقتراب من الأماكن الخطيرة.

وأشارت المصادر، إلى أن ذلك يأتي في عدم قدرة السلطة المحلية في إيجاد حل لهذه المشكلة المتكررة، التي يجب عليها القيام بتخصيص وتحديد الأماكن التي يجب زيارتها للزوار وتسويرها بحواجز حديدية يمنع وصول النساء والأطفال إلى الماء، إضافة على إغلاق كل الطرق المحيطة بالسد وربطها بطريق واحد، مع مضاعفة احتياطات السلامة والإرشادات التنبيهيه.

وأوضحت المصادر، أيضا من ضمن الأخطار في السد، هو وجود المدرجات الضيقة التي لا يتجاوز عرضها المتر، التي يقع على جانبها مرتكزات خطيرة جدا والتي تساعد على الغرق.

وتكشف إحصائيات خاصة حصل عليها "المشهد العربي"، أن أكثر من 16 حالة غرق في سد مأرب والتحويلة المائية التابعة له، سجلت منذ بداية شهر يونيو 2019.

وأكدت الإحصائيات، أنه خلال شهر يونيو الماضي، تم رصد 8 حالات غرق في السد والتحويلة المائية التابعة له، في حين تم رصد 5 حالات غرق في شهر يوليو ، الماضي بينها امرأة حامل غرقت وهي تحاول إنقاذ أحد أطفالها من الغرق بعد أن سقط في مياه السد.

وخلال شهر أغسطس الجاري، تفيد الإحصائيات برصد 3 حالات غرق منذ مطلع الشهر الجاري وحتى منتصف الشهر، جميعهم أطفال.

وبحسب ما توضح الإحصائيات، فإن حالات غرق الأطفال الذين تم رصدها خلال شهر أغسطس في السد والتحويلة المائية التابعة له، هم أمة العليم عبدالله عسوس (17 عاما) من أبناء محافظة عمران، غرقت في 16 أغسطس ، أثناء انزلاقها في مياه السد أثناء محاولتها إنقاذ شقيقاتها الصغيرتين بعد سقوطهن في المياه أثناء التقاط بعض الصور التذكارية على ضفاف السد.

وتؤكد الإحصائيات، أن الحالتين الآخريتين تم رصدها في تاريخ 3 أغسطس ، لطفلين شقيقين من أبناء محافظة البيضاء، هما صادق ضيف الله السباعي (14 عاما) و خالد ضيف الله السباعي (8 أعوام) غرقا في مجرى مياه السد، بقناة الخسيف، التابعة للسد.
وأكد منقذون، أنهم تمكنوا وقتها من إنقاذ أحد الأطفال بعد أن كانت قد جرفته مياه السد إلى مفترق قناة الخسيف، حيث علق في بوابة تصريف المياه وتمكنوا من انتشال جثته، في حين لم يجدوا الطفل الآخر وواصلوا البحث حتى وجدوا جثته في وسط القناة الرئيسية للسد.

وأكد مواطنون، أن حالات ضحايا الغرق في سد مأرب، والتحويلة المائية التابعة له، تكاد تكون يومية، وسط صمت كبير للسلطة المحلية، مطالبين السلطات المحلية في المحافظة التحرك ومنع السباحة منعاً باتاً حفاظاً على أرواح المواطنين، والقيام بدورها في الحد من هذه المشكلة.

ويرى مراقبون، ان تزايد بحالات الغرق المتزايدة في السد، يعود إلى التربة الرملية المتماسكة في السد والتحويلة المائية والتي تجذب كل من يسقط في المياه ولا يجيد السباحة.

وأضاف المراقبون، هناك أسباب أخرى لحالات الغرق منها وجود صخور في السد تتسبب في عرقلة الأشخاص الذين يقومون بالسباحة في السد.

وأكدوا، أن من ضمن الأسباب الآخرى في ارتفاع حالات الغرق دخول المواطنين في شاطئ المياه للسباحة دون معرفة خطورة المياه وعمقها وطبيعة الأرضية للسد، خصوصاً في أطراف السد الشمالية والجنوبية التي تتواجد فيها مناطق صخرية مقصوصة يختلف العمق فيها من متر ونصف إلى 10 أمتار، وتعتبر أماكن خطيرة جدا،بالغضافة إلى عدم وجود أي تحذيرات أو تنبيهات للزوار.