الشرعية في معسكر إيران.. تدعم الحوثي وتحارب التحالف العربي

الجمعة 30 أغسطس 2019 19:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

انكشف أمر الشرعية في اليمن بعد أن ظلت لأشهر طويلة تمارس جميع أنواع الخيانة ضد التحالف العربي لكن بشكل متخفي، غير أن الأحداث في الجنوب منذ بداية الشهر الجاري أظهرت ولائها الكامل لطهران، وظهر ذلك من خلال استهدافها قوات التحالف العربي ومهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة ومحاولة الوقيعة بينها وبين المملكة العربية السعودية.

البيان الصادر عن الرئاسة اليمنية أمس الخميس، من دون أن يحمل توقيع الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي يبرهن على أن هناك انقلاب كامل على الشرعية من الداخل، بعد أن فشل الانقلاب الحوثي الإيراني في أن يقف أمام التحالف العربي الذي أوقف زحفه في اليمن بمشاركة أبناء الجنوب وأفشل أطماع إيران التي كانت تعول من خلال سيطرتها الكاملة إلى التوسع لتهديد باقي بلدان الخليج.

وجدت إيران ومعها قطر أن مواجهة التحالف العربي وأبناء الجنوب لن تحقق أي نتائج إيجابية ولعل معارك الضالع التي استمرت على مدار الأشهر الماضية أكبر دليل على ذلك، وبالتالي فإن اختراق الشرعية كان الحل الوحيد، بجانب أن الشرعية تعاني بالأساس اختراق إخواني جرى استغلاله وتقويته وتدعيمه بما أوصله لاستهداف قوات التحالف العربي مباشرة.

ما يسمى بـ "الشرعية" أضحى مسمى فقط، بينما بالأساس من يتحرك ويتآمر ويرتكب الجرائم الإرهابية هو حزب الإصلاح الذي تسيره قطر برغبتها كيفما تشاء، ولعل ما ساعد على هذا أن الشخصيات الفاسدة داخل الشرعية جاء على هواها المال القطري الإيراني الذي يساهم في إطالة أمد الأزمة، وهو ما ساعد قطر كواجهة في أن تجر الشرعية إليها، بما أدى لأن يعبر بيان الرئاسة اليمنية عن موقف قطر من التحالف العربي.

ولكن في المقابل فإن الشرعية وجدت في الدعم القطري الإيراني حلاً سحرياً لأزماتها بعد أن أصبحت بلا شعبية تذكر باستثناء تأييد أعضاء الإصلاح الإرهابيين، وبالتالي فإنها بحثت عن ذراع تتكئ عليه بعد أن كشف التحالف العربي أمرها مبكراً، وظهر ذلك في هيئة تصريحات عدة أعلنتها دوائر عدة داخل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

لا يفرق مع الشرعية وجودها في معسكر إيران أو التحالف العربي فهي بالأساس تبحث عمن تضمن معه الاستمرار في وجودها، وبدا أنها شعرت أن المملكة العربية السعودية قد ضاق ذرعاً بتصرفاتها، ما جعلها تعلن موقفها العلني من الوقوف بجانب إيران عبر بيان استهدف التفرقة بين دولة الأمارات والمملكة وهو نفس الموقف الذي تسعى إليه طهران وتتبناه.

البيان المشترك الذي أصدرته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ورفض فيه الطرفين تجاوزاتها ضد دولة الإمارات كان حاسماً لانتقال الشرعية إلى معسكر إيران ومحاربة التحالف العربي، بعد أن أدركت أن إرهابها مفضوح أمام الجميع وأنه رغبتها في الوقيعة بين دول التحالف قد باءت بالفشل.