أساليب القاعدة حاضرة في جرائم مليشيات الشرعية بالجنوب
تداول العديد من الناشطين الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد مليشيات الشرعية وهو يقوم بتعذيب أحد أبناء الجنوب إثر إصابته ومن ثم إعدامه وإلقائه من فوق سطح أحد الجبال، هذه الواقعة وغيرها العشرات من الوقائع الأخرى تبرهن على أن العناصر الإرهابية التابعة لعلي محسن الأحمر تستخدم أساليب القاعدة التي كانت حاضرة قبل تحرير المحافظات الجنوبية من التنظيم في العام 2015.
ولعل أبرز الوقائع التي تبرهن على أن مليشيات الإصلاح التابعة للشرعية في الجنوب تتبع بشكل أو بآخر تنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية أنها تقدم على استهداف المدنيين بشكل عشوائي وتسعى إلى إلحاق أكبر قدر من الأضرار للترويج إلى نفسها، وتتوسع في عمليات الإعدامات الوحشية التي اعتادت عليها التنظيمات الإرهابية وليس الجيوش الرسمية للدول.
وتريد مليشيات الأحمر تحويل الجنوب تحت قبضة إرهابها، وما كانت تسمى بالشرعية في السابق أصبحت عصابات خطرة على الأمن العربي وترتكب جرائم ضد الإنسانية بحق الجنوب، إذ تشرع في تبني معسكرات إرهابية وتمارس انتهاكات بحق الشعب الجنوبي.
ويرى مراقبون أن تصعيد الأحداث والقتال في جنوب اليمن خلفه تنظيمات إرهابية تستهدف قوات التحالف وتغلغلت في الشرعية من خلال تنظيم الإخوان الإرهابي ما استلزم التدخل بقوة لدحر الإرهابيين وإفشال مخططاتهم.
ويذهب البعض للتأكيد على ان تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين وضعا بصماتهما الواضحة على تفجيرات انتحارية ضد دوريات أمنية، أمس، في العاصمة عدن التي تشهد منذ فترة انتشار عناصر تخريبية وتنظيمات إرهابية متطرفة لضرب الاستقرار والهدوء، وإشعال الفتنة بين الأطراف اليمنية.
وأصبح واضحا للعيان حجم التنسيق بين مليشيات الشرعية وداعش والقاعدة واللذان عادا لمواصلة تنفيذ أعمالهما الإرهابية حيث عمدا لتطوير مجموعة من الآليات لإعادة تثبيت الجذور في اليمن من جديد وسط صمت مخيف من قبل قوات الشرعية (قوات الحكومة اليمنية).
ويذهب عسكريون للتأكيد على إن مليشيات الإصلاح تسعى لتطوير البنية التحتية للإرهابيين في الأماكن التي تسيطر عليها، وبالإضافة إلى تنسيق التواصل مع فئة الشباب لتوفير أرضية خصبة لعمليات التجنيد.
ولعل ما يفسر التعامل الوحشي من جانب مليشيات الشرعية مع الأسرى والمصابين يرتبط بإستراتيجية ترتكن عليها التنظيمات الإرهابية في التعامل مع تلك المجتمعات التي تتواجد بها.
وبحسب الباحث والكاتب السياسي، أحمد الصالح، فإن متابعة حركة التنظيمات الإرهابية، من ناحية نشاطها وخمولها، سنصل إلى استنتاج مفاده أن هذه الجماعات لديها غرفة عمليات موحدة تحركها متى تشاء، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية في اليمن تظهر وتشن هجمات، عندما يكون حزب الإصلاح في زاوية ضيقة أو يخسر مواقعه ونفوذه.
وأضاف في تصريحات نقلتها في وقت سابق شبكة "سكاي نيوز عربية"، أن هذه الجماعات اختفت خلال السنوات الماضية في الجنوب، بسبب تضحيات النخب والأحزمة والمقاومة الجنوبية، موضحا أن الإرهابيين لم يستهدفوا الحوثي، رغم أنهم يعتبرونه عدوهم، وراحوا عوضا عن ذلك يستهدفوا خصوم الجهات التي تحركهم.
وكشفت تقارير أمنية عن فتح قنوات تنسيق بين هذه التنظيمات الشيطانية ونظيرتها الميليشيات الحوثية، من أجل خلط الأوراق واست مرار حالة الانفلات الأمني التي تخدم الحوثي المدعوم إيرانياً، في الوقت الذي تعمل فيه أبواق إعلامية على تشويه التضحيات التي تبذلها قوى التحالف لدعم الشرعية، وصد شرور الإرهاب والموت وتنظيماتهما عن مدن اليمن.