نساء اليمن في مناطق الحوثي.. كل الطرق تؤدي إلى الموت

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 00:15:49
testus -US

"من لم يمت بالقصف سيلاحقه تدمير المصحات".. هذه المقولة أضحت واقعاً في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية، بحسب صندوق الأمم المتحدة لشئون الصحة والسكان والذي وجه تحذيراً شديد اللهجة أشار فيه إلى مواجهة أكثر من مليون امرأة يمنية خطر الوفاة نتيجة فقدان إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة لشؤون الصحة والسكان ناتاليا كانيم، إن أكثر من مليون امرأة على الأقل سيفقدن إمكانية الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، ما يعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر بصورة كبيرة"

وأوضحت المسؤولة الأممية أن "الصندوق سيضطر خلال هذا الشهر سبتمبر ‭‭2019‬‬ إلى إغلاق ‭‭175‬‬ منشأة صحية من أصل ‭‭268‬‬ مدعومة حالياً بخدمات الصحة الانجابية وذلك بسبب نقص التمويل المالي لعمليات الاستجابة الإنسانية"، وهي الخدمات التي توقفت بفعل سرقة المليشيات الحوثية للمساعدات وتقين المانحين بأن أموالهم لا تذهب في محلها.

وأوضحت المسؤولة الأممية أن استمرار الأوضاع كما هي الآن يشكل خطراً يهدد أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى علاج فوري لسوء التغذية الحاد والمساعدات الطبية".

وبحسب تقارير لصندوق الأمم المتحدة للسكان "تموت امرأة كل ساعتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة وتعاني 20 امرأة أخرى من الإصابات أو العدوى أوالإعاقة التي يمكن الوقاية منها".

وأضافت ناتاليا كانيم أن "الزيادة الكبيرة في العنف القائم على النوع الاجتماعي، يحتاج إلى الحماية العاجلة والرعاية الصحية والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي والمساعدة القانونية للناجين والناجيات".

جدير بالذكر أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون خطر المجاعة فيما يبلغ عدد النساء الحوامل والمرضعات وكذلك الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكثر من 3.3 مليون. ومنذ انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة في سبتمبر 2014.

وخلال شهر إبريل الماضي كشف مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف عن رصده أكثر من 5 آلاف حالة انتهاك بحق المرأة من قبل ميليشيات الحوثي، في المحافظة منذ عام 2016 وحتى 2018.

وذكر المكتب أن الانتهاكات شملت 20 حالة قتل، و83 إصابة، والتسبب في منع وحرمان 50 فتاة من الالتحاق بالتعليم في الكلية بمركز المحافظة، وإصابة 40 حالة بحالات نفسية نتيجة لانتهاكات.

كما سجل الفريق خمسة آلاف حالة نزوح وتهجير للنساء بمحافظة الجوف فقط، مشيرا إلى تواجد نحو 25 ألف أسرة نازحة من مختلف المحافظات.

وقال مدير مكتب حقوق الإنسان عبد الهادي العصار "إن انتهاكات الميليشيات في محافظة الجوف، طالت كل أشكال الحياة في ظل صمت وعجز دولي وأممي وإقليمي عن ردع هذه الميليشيات".

ودعا مكتب حقوق الإنسان الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وكافة الجهات المعنية بحقوق الإنسان إلى سرعة التدخل لوقف مسلسل الانتهاكات، وتوفير الحماية للمرأة، ووضع حد لمرتكبي هذه الجرائم، لكن تلك الدعوات لم تلقى صدى حتى الآن.

وقبل نهاية العام المنقضي، أشار التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن "تحالف رصد"، 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة، بين يناير ويونيو 2018.

ووصف التحالف ممارسات الحوثيين بـ"أبشع أنواع الانتهاكات" والتي تشمل التشويه، والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر.

وأكد التحالف أن مليشيات الحوثي انتهكت بتلك الممارسات حقوق النساء التي يضمنها الدستور والقوانين الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادق عليها اليمن.