عن جمعة الوفاء للتحالف جنوباً وحروب النخب ضد الشمال

نبيل الصوفي

شارك اليمنيون في حروب أغلب، إنْ لم يكن كل، شعوب العالم، بشعارات مختلفة، منذ قديم الزمن وحتى أفغانستان وحرب العراق وإيران، ودعموا هيلامريام الحبشة، وحروب هذا الزمن في كل دولها..

كما شارك العالم اليمنيين في حروبهم الداخلية، وهي طبيعة عادية للصراعات.

فحينما تنهار الدول وتتفجَّر الحروب داخلها، يصبح التدخل الخارجي فعلاً اعتيادياً.

التاريخ اليمني يتفاخر بسيف بن ذي يزن، الذي استعان بالفرس لاستعادة سلطته من الأحباش..

جاءت لليمن جيوش كل دول الخلافة حتى انهارت الدولة العثمانية.

شاركنا عبدالناصر شمالاً وجنوباً، ثم تحالف الجنوب مع الروس، فيما حكمت الشمال دولة المصالحة التي رعتها اللجنة الخاصة السعودية لفترة طويلة.

كل رموز الصراع في 2011 وما بعده كانوا موظفين رسمياً مع اللجنة الخاصة، بعِلْم الدولة..

موظفو اللجنة الخاصة "الباطنيون" ظلوا يتهمون الجنوب بالعمالة للمعسكر الشرقي، مع أنّه كان تحالفاً علنياً ضمن تقاسم القوى الكبرى للنفوذ العالمي.

مع انهيار دولة "صنعاء" وإقامة الحوثي دولته ضمن تحالف واضح وعلني مع المحور "الشيعي"، دخلت دول التحالف العربي الحرب ضمن المحور المقابل..

ومع خروج "قطر" من التحالف العربي، لأسباب خاصة بأجندتها في المنطقة، تعلَّق بها تحالف يضم "الإخوان" وحماة ثورتهم في 2011 وعدداً من المستفيدين من هذا التحالف مع الطامعين بحصص خاصة من التحوُّل.

ومقابل ذلك يبدو الجنوب حاسماً تحالفه الشعبي والسِّياسي مع "التحالف العربي"، السعودية والإمارات.

بالنسبة للشمال، هو موزَّع بين النفوذ الإيراني، وطموح المشروع القطري والتحالف العربي أيضاً.. لكن الشمال في تحالفاته الثلاثة يدَّعي كل طرف فيه أنَّه "وحيد" لا شريك له، لا محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً.

وكل طرف يهاجم الآخر بتهم "التحالف" مع أطراف إقليمية ودولية..

ويحشد حلفاء إيران وقطر الشمال في معارك الكذب والتحريض والتي تعمِّق الأزمة شمالاً، بدعوى "الوطنية"..

مع أنَّ الشمال اليوم أكثر حاجة لطرف يقدِّم نفسه شريكاً يقدر الخطر الذي يمر به الشمال واليمن والإقليم برمته، ويستحث في وعي "الشمالي" الشعور بالخطر القادم من الانغلاق والعنف والتحريض.

ستكون "مليونية الوفاء" هذه رسالة تميُّز جنوبية واضحة جداً، عن الشمال المتهالك والذي يخوض معاركَ قاسية لكن نخبه تبذل جهداً كبيراً لتمكين "الانغلاق والعنف والإرهاب"، وإرسال رسالة للإقليم أنَّ "شعب الشمال" أضعف بألف مرة من نخبه.

وإنه لكي يستقر الشمال يجب الدخول في تسويات "باطنية" مع نخبه، يستمرون بموجب هذه التّسويات "عملاءَ" يخدمون مصالحهم الخاصة، فيما يبيعون للشعب شعارات تُبقيه كشعب منبوذاً ومقصياً ومحارباً تحت طائلة المخاوف من أفراده..

هنيئاً للجنوب.. اختلافه


مقالات الكاتب