اجتماعات جدة بين الحنكة الجنوبية والنفور الدولي من مليشيا الشرعية
رأي المشهد العربي
من جديد، حطّت طائرة المجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة جدة السعودية، لتثبت القيادة السياسية الجنوبية مدى تمتعها بحنكة سياسية هائلة لحل الوضع المشتبك عبر الحوار.
الوفد الجنوبي يترأسه القائد عيدروس الزُبيدي، ووصل لمدينة جدة تلبية لدعوة "ثانية" من المملكة العربية السعودية للحوار لحل الأزمة بصيغة تميل إلى التهدئة بشكل أساسي.
تلبية المجلس الانتقالي لهذه الدعوة تثبت كذلك حسن النوايا التي تتمتع بها القيادة الجنوبية من أجل وقف الاشتباك المسلح وتجنيب المدنيين ويلاته.
هذه ليست المرة الأولى التي تستجيب فيه القيادة الجنوبية للدعوة للحوار، ففي 20 أغسطس الماضي حطّت "طائرة الجنوب" كذلك في جدة تلبية لدعوة سعودية مماثلة.
في المقابل، برهنت حكومة الشرعية التي تسيطر عليها مليشيا الإخوان التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر على "خبث" نواياها، عندما أفشلت الجولة الأولى لاجتماعات جدة بعد رفضها المشاركة، وهو أمر محتمل بقوة أن يتكرر في الجولة الثانية الراهنة.
مليشيا الشرعية "الإخوانية" تعمل على إجهاض الحوار إدراكاً منها أن هذا الحراك سيتمخض عنه إفشال مؤامراتها ضد الجنوب.
الإرهاب الذي تمارسه مليشيا الشرعية ضد الجنوب والإجهاض الإخواني لسبل الحل عبر الحوار، أحدث نفوراً دولياً من هذا المعسكر، تجلّى بشكل واضح في دعوات من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية لنظام الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي للمشاركة في حوار جدة، وهي دعوات ضمنية وردت في بيانات رسمية.
غياب حكومة الشرعية عن جولة جديدة لاجتماعات جدة يبرهن على فشل سياسي وعسكري غرق نظام "المؤقت" هادي، وذلك من خلال فشل ضخم في الميدان أمام بطولات تُسطرها القوات المسلحة الجنوبية.
وعلى الصعيد السياسي، فُضحت حكومة الشرعية على الملأ، وبرهنت على أنها مجرد مشروع "مليشياوي" ليس إلا.