عن الأمّة لا عن نفسها تدافع الإمارات فاثبتوا
عبدالخالق الحود
مائة ضابط وجندي وأضعافهم جرحى من أفراد القوات المسلحة الإماراتية استشهدوا في اليمن منذ بداية الحرب عام 2015م.
صحاري منطقة جعولة الواقعة شمال مدينة عدن والتي استشهد فيها أول جندي إماراتي ما زال ترابها شاهدا على بسالة الجنود الإماراتيين في معارك تحرير عدن في مواجهات وصفها زملاؤهم من رجال المقاومة الجنوبية بأنها كانت ضارية والتحاما مباشرا مع العدو.
المفارقة العجيبة "أن عدد شهداء القوات المسلحة الإماراتية يفوق أضعاف عدد قتلى وجرحى قوات الحكومة اليمنية على امتداد جبهات الحرب التي دلفت عامها الخامس مخلفة وراءها كوارث إنسانية تصفها إحصاءات الأمم المتحدة بأنها الأسوأ على الإطلاق.
وإذن فالإمارات لم تشارك ضمن دول التحالف العربي بقيادة السعودية في حرب اليمن بدعم مالي ومعنوي فقط، بل قدمت دماء زكية طاهرة لا دفاعا عن نفسها بل دفاعا عن الأمن القومي العربي برمته وامتداده.
والعجب العجاب أن هذا الدور السامي المدافع عن حياض الأمّة ووجودها ومستقبلها سرعان ما تعرض -وما زال- للطعن والتشويه والخذلان ممن كان يفترض بهم الوقوف صفا واحدا في وجه مشروع التوسع الإيراني الإخواني الهادف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ونشر الفوضى عبر الجماعات الإرهابية التي تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة وحلفاؤها الجنوبيون من كسر شوكتها وهزيمتها على طول امتداد خارطة جنوب اليمن ليجن بعدها جنون الدول والمنظمات والأحزاب الداعمة لتك الجماعات الإرهابية، والتي سارعت إلى تشكيل حلف هجين ضم كلت من قطر وتركيا وإيران وبقايا جماعة الإخوان المسلمين الذين هبوا بدورهم من كل حدب وصوب مصوبين سهامهم وأسلحتهم وإعلامهم صوب دولة الإمارات العربية المتحدة.
والسؤال هنا لماذا الإمارات دون غيرها؟ إجابة تقول مفرداتها باختصار: إن الإمارات العربية المتحدة هي من وقفت وحلفاؤها الجنوبيون سدّاً منيعاً ضد المشاريع التدميرية لذلك الحلف الهجين الطارئ.