أرقامٌ من هول المأساة.. ماذا فعل الحوثيون في 2019؟
يوماً بعد يوم، تتوالى التقارير التي تفضح الكم الكبير من الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي، ما يفرض تساؤلات عن الخطوة التالية والمنتظرة وهي اتخاذ إجراءات رادعة ضد الانقلابيين.
أحدث التقارير صدرت عن المفوضية الأوروبية للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية، التي قالت إنّ الحرب التي أشعلت فتيل نيرانها المليشيات الحوثية، أجبرت عشرات الآلاف من الأسر للالتحاق بمجتمع النازحين داخلياً، حيث دمّر الانقلابيون منازلهم ومصادر كسب عيشهم، حيث تسبّبت هذه الجرائم في تشريد 390 ألف فرد منذ مطلع 2019.
وقالت المفوضية الأوروبية إنّ تعداد النازحين من منازلهم بسبب الحرب التي تقودها ميليشيات الحوثي تجاوز 390 ألف فرد، خلال الأشهر الثمانية الماضية، وبيّنت أنّه خلال الفترة من يناير حتى 27 أغسطس الماضيين، تم تشريد 55 ألفاً و706 أسر، تجاوز عدد أفرادها 390 ألف فرد، بسبب الحرب التي تشعلها الميليشيات.
وأشارت المفوضية إلى أنّ أكثر المحافظات تضرراً هي حجة والضالع والحديدة، حيث حدث نزوح مستمر بسبب النزاع النشط خلال 2019، وقالت إنّ عمليات النزوح المتعددة التي تحدث بشكل متزايد نحو مواقع الأشخاص النازحين داخلياً (مواقع داخلية) تقع بشكل رئيسي في الضالع ومأرب وتعز وإب وعلى طول الساحل الغربي.
وتحدّث التقرير عن معاناة النازحين من مصاعب هائلة، بما فيها فقدان سبل العيش، والحاجة الشديدة للغذاء والماء والمأوى، وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالأوبئة وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وبحسب التقرير، فإنّ ثلاثة أرباع النازحين من النساء والأطفال، في حين يعمل عدد محدود من المنظمات الإنسانية، مقارنة بمستوى الاحتياجات، وقدرتها على العمل أقل في المناطق التي تستضيف السكان النازحين، إضافةً إلى أنّ التأخير في الموافقة على المشروعات الإنسانية تفاقم العقبات أمام المستجيبين.
وأكّدت المفوضية، أنّ الحرب الحوثية قادت إلى نزوح ملايين المواطنين عن مناطقهم، جراء تضرر منازلهم وفقدان سبل عيشهم، ولفتت إلى وجود تقارير أخرى تشير إلى أن انعدام الأمن الغذائي يتفاقم أكثر بين الأسر التي فقدت سبل عيشها، والنازحين، والأسر المضيفة والفئات الضعيفة.
وتُوجّه الكثير من الانتقادات للأمم المتحدة إزاء عدم اتخاذها إجراءات عقابية حاسمة ضد الإرهاب الحوثي المتصاعد، إلى الحد الذي وصل إلى اتهام المنظمة الأممية بمنح المليشيات تأشيرةً للاستمرار في هذا الموت المروّع.