إخلاص الجنوب وخيانات الشرعية والمعادلة السهلة أمام التحالف
رأي المشهد العربي
أحد أهم النتائج الإيجابية لما آلت إليه كل الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة وتحديداً على أرض الجنوب، تمثّلت في كشف الغطاء الذي تستّرت وراءه حكومة الشرعية وتبيّن حجم العداء الذي تنصبه للتحالف العربي، رغم دفاعه عن شرعيتها المفترضة.
تُركت حكومة الشرعية لتخضع لسيطرة حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، وهو فصيل ارتكب كل الموبقات "السياسية" التي طعنت التحالف العربي من الخلف، على الرغم من التضحيات الهائلة التي قدّمها على مدار سنوات عدة، منذ تدخله لمكافحة إرهاب مليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران.
حكومة الشرعية تحت السيطرة الإخوانية أصبحت قريبة الصلة بالمليشيات الحوثية، وترعى قطر وتُنسِّق التقارب "ذي السمعة السيئة" بينهما، على النحو الذي يُحقِّق أهداف كل منهما، وهو ما أخَّر حسم التحالف للمعركة بشكل كبير إثر الخيانات الإخوانية في خدمة المليشيات الانقلابية.
أبواق الشرعية هي الأخرى تواصل دس سموم العداء ضد التحالف، فبعدما دأبت على مهاجمة الإمارات نالت المملكة العربية السعودية نصيبها من هذا "الشر الممنهج"، عبر حملات شيطانية روّجها محسوبون على الشرعية، وترعاهم وتنفق عليهم دولة قطر.
الخيانات الإخوانية "المنضوية تحت لواء الشرعية"، جاءت في وقتٍ أثبت في الجنوب إخلاصاً هائلاً للتحالف العربي سواء عسكرياً في تضحيات القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة إرهاب الحوثيين في مناطق عدة بما في ذلك مناطق الشمال ومحاربة تنظيمي داعش والقاعدة، أو سياسياً من خلال التزام القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في "المجلس الانتقالي الجنوبي" بدعوات التهدئة التي أطلقتها الرياض في الأحداث التي شهدها الجنوب.
ظهِر هذه المعادلة للتحالف العربي الفارق جلياً بين حكومة الشرعية التي اكتست بالغدر الإخواني، مقابل يد جنوبية طاهرة كانت عند الموعد ولم تخن العهد.